انطلق اليوم المؤتمر الاقتصادي العالمي بمشاركة وفود من معظم دول العالم. وبعد غد ينطلق ملتقي القاهرة الدولي السادس للإبداع الروائي الذي تنظمه وزارة الثقافة بمشاركة وفود عربية كثيرة تتألف من كبار مبدعي العالم العربي. ويصاحب هذه الموجة من الحركة الإيجابية نوع من الوعي والتركيز والإدراك لتفاصيل صغيرة جدا التفتت إليها الدولة في خضم مسئولياتها وانشغالاتها الكبيرة. ففي ظل الانشغال بتأمين الوفود وتوفير آليات نجاح مثل هذه المؤتمرات. لم تغب هذه التفاصيل الصغيرة عن ذهن الدولة. فتجد مثلا تنويها إذاعيا يقول: "أوعي تفتكر ان المؤتمر الاقتصادي علشان يساعد مصر اقتصاديا. بالعكس المؤتمر يطرح مشروعات تفيد الآخرين بقدر ما تفيدنا يعني ماحدش كاسر عينا ولا احنا عاملين المؤتمر الاقتصادي علشان نشحت أو نلم تبرعات أو مساعدات. اعجبتني الفكرة بل ابهرتني ان هناك عقلا يفكر في الصغيرة قبل الكبيرة ليرد علي المحبطين والمشككين وذوي العاهات العقلية الذين يظنون أننا نستجدي مساندة اللي يسوي واللي مايسواش. ويخرس ألسنة الكارهين الذين يرددون استهزاء بما يجري من مفاوضات بشأن سد النهضة. ان مصر سوف تربط نهر النيل بنهر الكونغو وسوف تشتري نهر المسيسبي رحمة ونور علي روح شهداء الجيش والشرطة. اننا نواجه حرب المخربين بالإنجاز والايجابية والعمل. ولا التفات نحو ما يجرنا إلي الوراء ولا وقت لدينا نضيعه في البكاء علي الأطلال. نستمد حماسنا وقوة عزيمتنا من ذلك الرجل الذي يناضل وحده من أجل إنقاذ أمة بأكملها من التفكك والانهيار. والموضوع لم يعد يتعلق بمصر وحدها ولا أنها مستهدفة. سواء من باب الصراع علي السلطة أو من باب التقسيم. إنما الأمر الآن أصبح يتعلق بالوطن العربي بأكلمه. فلا نري قطرا واحدا سلم من هذا الاستهداف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. بما يستوجب ان نفكر بعقلية جماعية. وأن نكون رجالة ونقف وقفة رجالة. وهو ما يفعله ذلك الرجل أيضا في سياسة مصر الخارجية. وكما لم تنس مصر التفاصيل الصغيرة فيما تقوم به من حراك. لم ينس ذلك الرجل ان يهتم بتفاصيل أصغر. ربما يراها البعض من هؤلاء الحمقي أنها نوع من الترف. في وقت تزداد فيه حدة دوي أصوات القنابل التي تتفجر هنا وهناك وتحصد معها من أرواح الأبرياء ما يكوي القلوب. كأن يحتفل بعيد ميلاد ولي عهد أبوظبي. تكريما له لأنه حرص علي الحضور إلي مصر في يوم عيد ميلاده للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي. بل ويشاركه تقطيع التورتة. انه السيسي الذي كلما أتحدث عنه أردد دائما: "أنت أبهرتني".