* ما قاله علي يونس مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني لوكالة أنباء "إيسنا" وتناقله موقع "العربية نت" يستوجب التأمل والتحليل. حيث قال: "إن إيران اصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ. وعاصمتها بغداد حاليا. وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي". اضاف ان جغرافية إيرانوالعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك. لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد في اشارة إلي الوجود العسكري الايراني المكثف في العراق خلال الآونة الأخيرة. يونس الذي شغل منصب وزير الاستخبارات في حكم الرئيس محمد خاتمي لم يكتف بذلك بل زاد بقوله "سندافع عن كل شعوب المنطقة لأننا نعتبرهم جزءا من إيران. وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية" علي حد تعبيره.. هذا التصريح يضعنا في مواجهة جملة حقائق أولاها الحلم الإيراني بعودة المجد الفارسي بالتوسع علي حساب الجيران العرب. وثانيتها ان خلاف المذاهب ليس دينيا بل سياسيا بامتياز. وهو ما يجد معطيات وحقائق تسنده علي الأرض فإيران تتوغل بالفعل عسكريا وسياسيا واستخباراتيا في أربع دول عربية هي العراق واليمن ولبنان وسوريا ومن ثم تمتلك القدرة علي التأثير في الأحداث وربما القرار فيها والدليل ما يفعله الحوثيون في اليمن والمدعوون من طهران وما يفعل حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان وما كرسه المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق والمحسوب علي طهران من طائفية بغيضة في العراق تسببت في تداعي داعش عليها وعلي المنطقة بأكملها. إيران حققت بالفعل تقدما ملحوظا في مجال التسلح وآخره الصاروخ القادر علي اختراق المياه دون أن ترصده الرادارات وغيره من منظومة دفاعية متطورة.. كما حققت انتصارا سياسيا في مجال المفاوضات النووية مع الكبار ما جعل نتنياهو يهرول إلي واشنطن للاستنجاد والاستقواء بالكونجرس ضد أوباما الذي بدا متجاوبا مع الطموح النووي الإيراني.. ولم تتأثر إيران بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب البرنامج النووي مما يعني قدرتها علي الصمود والتحدي. الأمر الذي يزيد المشهد تعقيدا ويجعل إيران جزءا من الحل لمعضلات عربية كثيرة وليس فقط جزءا أو سببا رئيسيا في الأزمات العربية. ما يخص مصر في المشهد الإيراني هو امتدادها العربي الذي بات في براثن الامبراطورية الإيرانية التي لا تخفي أطماعها في العراق ودول الخليج. وهو ما لا يمكن لمصر أن تصمت عليه إذا ما اصابها مكروه.. فإذا اضفنا لهذا المشهد ما تلعبه تركيا من أدوار محورية ليس في تشويه الدولة المصرية بعد 30 يونيو فحسب بل فيما تمارسه من استنزاف للدولة السورية وتسهيل دخول السلاح والمقاتلين الأجانب عبر أراضيها ناهيك عن اتفاقها مع الأمريكان علي تدريب المعارضة السورية المعتدلة بزعمهم يصبح السؤال هل لايزال العرب مترددين في التوحد وتشكيل قوة مشتركة وماذا ستفعل القمة العربية القادمة.. هل تترك الأقطار العربية تتساقط الواحد تلو الآخر في براثن الطامعين.. نتمني ان يتحرك العرب قبل فوات الأوان.