ربما يعي البعض من العاملين بشركة ميناء القاهرة الجوي أن لديهم نقابة تعمل علي حماية مصالحهم وتوفر لهم الخدمات الترفيهية وهذا حقهم لأن موارد هذه النقابة من أموال العاملين والدعم المقدم من الميناء سنوياً والبالغ 450 ألف جنيه.. والبعض الآخر قد يري أن العمل النقابي هو عمل تطوعي ولا يجوز أن يتقاضي أي عضو أموالاً تحت أي مسميات ومن هنا بدأت الأزمة حيث تبين أن أعضاء النقابة قد تقاضوا مكافآت علي مدي ال 5 سنوات الماضية قيمتها 750 ألف جنيه وكان من المفترض أن يستمر مسلسل صرف المكافآت سنوياً لأعضاء النقابة بجانب المكافآت التي يتقاضونها تحت مسمي الأرباح السنوية بصفتهم عاملين بالشركة لولا فتوي مجلس الدولة التي تمنع حصول أي عضو من أعضاء النقابة علي أي مكافآت بصفته النقابية إضافة إلي ملاحظة المركزي للمحاسبات للميناء خلال اعتماد ميزانية العام المالي الماضي بضرورة استعادة المبالغ من جميع أعضاء النقابة وإيداعها خزينة الميناء. أثير هذا الموضوع في اجتماع مجلس إدارة الميناء الاثنين الماضي وحدثت مشادات كلامية بين أحد الأعضاء وممثل النقابة وهناك إصرار من الأعضاء علي عودة هذا المبلغ مرة أخري لأن أعضاء النقابة جميعاً قد حصلوا عليه بمخالفة للقانون ولكن السؤال من المسئول عن استعادة هذه الأموال؟ أزعم أن هناك قنوات شرعية يمكن من خلالها استعادة المبلغ بكامله ولكن أليس من الأفضل لكل عضو من أعضاء النقابة أن يبادر بإعادة المبلغ الذي تقاضاه دون وجه حق وأن يدرك أن هذا المال هو مال عام يجب الحفاظ عليه. لقد كان لنقابة الميناء مواقف مشينة أثناء قيام ثورة يناير حيث استغلوا الفوضي الخلاقة التي شهدتها البلاد وانقلبوا علي القيادات بل وصل التجاوز أن يجبروا الطيار حسن راشد رئيس شركة الميناء الأسبق علي ترك مكتبه والعودة إلي منزله إلا أن العاملين بالشركة وقفوا بجانب راشد وأعادوه مرة أخري إلي عمله وهذا يؤكد أن النقابة لا تعمل لصالح العاملين بل كان تصرفهم من منطلق تصفية الحسابات والأسباب معروفة. المهم أن الجميع ينتظر ويترقب أدوات الميناء لعودة 750 ألف جنيه من أعضاء النقابة ولن يسمح بالمهادنة أو غض الطرف عنها.. والعاملون بالميناء يطالبون اللواء طيار أحمد جنينة رئيس الشركة باستعادة هذه الأموال في أقرب فرصة أو اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم للحفاظ علي المال العام. علي العموم نحن في عهد جديد ولا ينبغي أن نترك الملفات المهمة دون اهتمام لأن كل ملف ذو أهمية والنور الساطع لا يمكن أبداً أن يحل محله الظلام الدامس.