أكد خبراء السياسة أن تحفظ قطر علي ضرب مصر لداعش في ليبيا كان أمراً متوقعا في ضوء عدم التزام قطر بمبادرة لم الشمل التي دعا إلي الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - مشيرين إلي أن مصر غير معروف عنها اتباع السياسات العدوانية مع الدول. لكنها ضربت داعش بالتنسيق مع الحكومة الليبية ودافعت عن المواطنين وفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة الذي يمنح الدول حق الدفاع عن النفس إذا تعرضت لتهديد أو خطر. قالوا إن قطر هي المسئولة عن تدهور علاقتها مع مصر وعليها التراجع عن مواقفها حتي لا تزداد حدة الأزمة. قالت د.إكرام بدر الدين - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - تمنع المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة الدول احقية الدفاع عن النفس ضد أي تهديد تتعرض له ومع ذلك فمصر غير معروف عنها العدوانية في تعاملاتها مع الدول وحينما فكرت في ضرب داعش كان ذلك بالتنسيق مع السلطات الليبية أولا وبالتالي فليس هناك مبرر لتحفظ قطر علي ضرب مصر لداعش فمجلس الأمن نفسه لم يتحفظ علي موقف مصر. وذلك يدل علي إصرار قطر علي عدم تبني مبادرة لم الشمل الذي دعا إليه الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وبالتالي فإن العلاقات "المصرية - القطرية" تسير في طريق مسدود وتدهورها يرجع إلي المواقف التي تتخذها قطر ومصر غير مسئولة عما وصلت إليه في علاقاتها مع قطر. د.صفوت العالم - أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة - أوشكت قطر علي العزلة فكل المواقف المناقضة لمبادئ الدول العربية التي تتخذها قطر تدل علي أنها في طريقها للعزلة وسوف يتم مناقشة ذلك في مجلس التعاون الخليجي ولابد علي دولة قطر ان تغير سياساتها ومواقفها المناقضة والمعادية للدول العربية. أضاف ان موقف مصر بضرب داعش كان ضروريا جدا حيث يوجد في ليبيا أكثر من مليون مواطن مصري كان لابد من اشعارهم بأن السلطات المصرية قادرة علي حمايتهم مشيرا إلي أن ذلك تم بالتنسيق مع الحكومة الليبية وبشكل صحيح. د.مصطفي كامل - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - من المتوقع أن يستمر توتر العلاقات بين مصر وقطر لأن رحيل الملك عبدالله حرر قطر من الكثير من القيود التي كانت تتعرض لها من قبل هذه الشخصية التي لها احترامها ووزنها في الوطن العربي. ويجب علي الحكومة المصرية أن تتحلي بالصبر وسعة الأفق في علاقاتها وتعاملها مع المواقف القطرية حتي لا تزداد حدة الأزمة ومن المتوقع أن تستمر قناة الجزيرة في مهاجمة سياسات مصر. جمال سلامة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس - تحفظ قطر علي موقف مصر من ضرب داعش كان أمرا متوقعا لأن السياسة القطرية الموالية لأمريكا لم ولن تتغير وستظل كذلك في الفترة القادمة. د.محمد السيد أحمد - المحلل السياسي والأمين العام للشئون السياسية بالحزب الناصري - تعد الضربة التي وجهها الجيش المصري لداعش هي خير رد علي محاولات هذا التنظيم الإرهابي في تفتيت الأمن المصري واشعال الفتنة الطائفية بين شعبه خاصة وان ال21 مصريا الذين ذبحتهم داعش كانوا مسيحيين وبالتالي كان ضرب داعش ضروريا جدا لإعادة الوئام للمجتمع المصري والدفاع عن المصريين وحماية الأمن القومي. أضاف: لا يوجد أي تفسير لتحفظ قطر علي موقف مصر سوي انها تصمم علي الاستمرار في تزويد توتر علاقاتها مع مصر وتعادي سياساتها المكافحة للإرهاب وبالتالي لن تتحسن العلاقة بين مصر وقطر إلا إذا تراجعت قطر عن مواقفها وامتنعت عن الاعتراض علي سياسات مصر.