استبعد خبير سياسي كويتي تأثر العلاقات الخليجية المصرية ببيان لأمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ندد فيه بالانتقادات المصرية لقطر، مرجحا أن تعمل دول الخليج على تقريب وجهات النظر بين الجانبين. وقال رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية (مستقل)، سامي الفرج، في حديث لوكالة "الأناضول"، اليوم الأربعاء، إن "العلاقات الخليجية المصرية استراتيجية ولن تتأثر بمثل هذه البيانات". كان الزياني قال في بيان إن الاتهامات المصرية لقطر بشأن دعمها للإرهاب "باطلة تجافي الحقيقة، وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الارهاب والتطرف على جميع المستويات، ودعم العمل العربي المشترك في كافة المحافل العربية والدولية". الفرج رأى أن "دول الخليج لن تصل لمرحلة المفاضلة بين الاصطفاف مع القاهرة أو الدوحة وإنما ستعزز من جهودها لتقريب وجهتي النظر". وأوضح أن "القيادة القطرية أكدت للقيادات الخليجية بأنها ملتزمة باتفاق الرياض، ولا أعطي أي ثقل للقراءات التي تقول إن البيان بمثابة انحياز لقطر ضد مصر، وإنما ما استطيع تأكيده أن دول الخليج ستكثف محاولات التقريب بين مصر وقطر". وفي موضوع آخر، رأى الفرج أن الضربة المصرية التي وجهت لتنظيم "داعش" في ليبيا "كانت صحيحة من الناحية الاستراتيجية"، لافتا إلى أن "صانع القرار المصري لم يكن أمامه سوى القيام بها". وتوقع الخبير السياسي أن "تكثف مصر من تواجدها وقدراتها الاستخباراتية بالتعاون مع السلطات الليبية للقيام بضربات لاحقة لداعش"، مشيرا إلى أن "هكذا ضربات تعطي إشارات للمجموعات الإرهابية في سيناء أن مصر قادرة على الوصول لهم وضربهم". كانت قطر استدعت، أمس، سفيرها في القاهرة للتشاور، على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب بعد تحفظها على عبارة "التفهم الكامل" لمجلس الجامعة، لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم "داعش" بليبيا. وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيانٍ لها "شجب وإدانة العمل الإجرامي الذي أودى بحياة 21 مواطناً مصرياً في ليبيا". وأشار البيان إلى أن ما جاء على لسان مندوب مصر السفير "جانبه الصواب والحكمة ومبادئ العمل العربي المشترك". وأكد أن دولة قطر "تستنكر هذا التصريح الموتور الذي يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وبين قتل وحرق المدنيين بطريقة همجية". والفترة الأخيرة توترت العلاقات بين مصر وقطر مجددا، بعد تقدم محدود جرى في العلاقات بين البلدين في ديسمبر الماضي، برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.