تمر غدا السبت 21 فبراير الذكري ال 42 لاستشهاد مذيعة التليفزيون المصري "سلوي حجازي" حينما كانت في طريق عودتها في مثل هذا اليوم من عام 1973 من بعثة للتليفزيون إلي ليبيا بسبب صاروخ أسقطته طائرات الفانتوم الإسرائيلية عمدا علي الطائرة الليبية التي كانت تستقلها والتابعة للخطوط الجوية الليبية وذلك فوق سيناءالمحتلة آنذاك.. وباعتبارها من شهداء الوطن منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية فور رحيلها. المذيعة الشهيدة من مواليد القاهرة في أول يناير عام ..1933 وهي ابنة المستشار رضوان حجازي.. تخرجت في مدرسة الليسيه فرانسيه وفي المعهد العالي للنقد الفني.. وكانت واحدة من بطلات الرياضة بالنادي الأهلي في مجال الجمباز والباتيناج وكانت تفاخر دائما أنها أهلاوية ألف في المائة وليس مائة في المائة.. وتزوجت من القاضي "محمود شريف" رئيس المحكمة بمكتب المدعي العام الاشتراكي.. وكان أحد أبطال الجمباز المعروفين بالنادي الأهلي وانجبت منه 4 أبناء هم: رضوي. محمد. آسر. هاني.. وكانت تحمل لقب "أجمل أم". هي من جيل الرواد في المجال التليفزيوني الذي دخلته مصر عام 1960 وأمضت 13 عاما علي الشاشة الصغيرة قدمت خلالها العديد من البرامج ومنوعات واطفال مثل: شريط تسجيل. أمسية الأربعاء. الفن والحياة. عصافير الجنة.. إلي جانب قراءة التعليق والنشرات الاخبارية باللغة الفرنسية.. ومثلت التليفزيون في العديد من المؤتمرات الدولية بمعظم أنحاء العالم نظرا لثقافتها ولغتها الراقية. إلي جانب التليفزيون والنشاط الرياضي كانت تكتب الشعر وتستوحي الطبيعة في أبيات تكتبها بالفرنسية ولها دواوين في هذا المجال منها: "ضوء وظلال" و"أيام بلا نهاية".. ولتفوقها في هذا المجال ترجم الشعراء الكبار "أحمد رامي وصالح جودت وكامل الشناوي" بعض أشعارها إلي العربية. هل يتذكر التليفزيون شهيدته في برامجه غدا.. خاصة انها كانت طوال عملها الاعلامي تؤكد ان الصدق والبساطة والحرص علي التلقائية أقصر الطرق للوصول إلي قلب وعقل المشاهد مع كسب ثقته الكاملة.. وأظنكم تتفقون معنا علي أن هذا ما لا نشعر به مع معظم الأجيال التي جاءت بعدها. رحم الله الشهيدة سلوي حجازي والتي قال عنها الكاتب الراحل الكبير "محمد زكي عبدالقادر" بعد رحيلها: ستظل ذكراها تملأ الأفق عطرا.. وسيظل خيالها يتراءي وراء كل عمل جميل.. وفكر جميل.. وخلق جميل.. حيث حفرت في كل قلب.. وفي كل بيت أسي.. ما أعمقه من أسي.. علي هذه الزائرة الغالية التي لن تجيء من خلال الشاشة الصغيرة لتزورنا وكما عودتنا من قبل!