طبعاً أحب الثورة.. لن أقول لك - مثلما يفعل الجميع الآن - إنني كنت من المبشرين بها أو الداعين إليها.. أو حتي المشاركين فيها.. اعتبرني أحببتها "علي كبر" وخلاص.. أمرك. وأمري. إلي الله. أعرف كاتباً من عشاق "مصطفي محمود".. وعندي له قصيدة في مدح أحد المحافظين أعقبها حصوله علي شقة أو شاليه.. الكاتب الآن يعتبر نفسه أكبر ثوري في قارة آسيا.. وكلما بدأ حديثه في تليفزيون أو مقالة في جريدة يقول لك "عندما كنا في التحرير فعلنا كيت وكيت".. سألته مذيعة عن توقعاته للدوري العام فقال "عندما كنا في التحرير فعلنا كيت وكيت.. ولأن القافية تحكم قال "اعتقد أن بطولة الدوري محسومة ل بتروجت". ولأنني ممن أحبوا الثورة "علي كبر" قلت لنفسي "لا بأس تحمل".. وأدعو إخوتي المواطنين وأخواتي المواطنات إلي التحمل مثلي.. لا بأس من بعض الارتباكات والمماحكات في المحاكمات.. والتباطؤ في إزالة البثور والدمامل التي لاتزال تطل بقوة ويندب في عينها ألف رصاصة.. لا بأس من التفويت لوزراء يبيعون لنا الوهم ثم يواصلون الارتعاش.. ولا بأس من مسئولين راكبين علي أنفاسنا ويراهنون علي أنها قصيرة جداً مع أنها طويلة جداً ويمكنها الحصول علي بطولة دوري السلة الأمريكي. البأس. كل البأس والذي يمكن أن يصيبنا جميعاً ب اليأس - بالياء أخي المصحح لو سمحت - هو الهجمة الشرسة للمقالات التي يدعي أصحابها الثورية.. حاجة ببلاش كده.. كل من وجد ورقة وقلماً هاتك يا كتابة.. والنشر طبعاً علي قفا من يشيل.. ليس بقوة المقال وإنما بقوة "الثورية". أرجوكم حد يلحقني.. المقالات هاجمة علي عايزه تموتني!