بعد قرب ضياع درع الدوري من نادي الزمالك ليتحول حلم الصعود لمنصة التتويج إلي كابوس مزعج استيقظت عليه جماهير القلعة البيضاء وهو ما أدركته علي أرض الواقع عقب سقوط فريقها في بورسعيد أمام المصري الذي قدم عرضا راقيا في فنون الكرة قاده لتحقيق فوز غالي بهدفين نظيفين للنجم إلياسو يقابله تفوق الأهلي علي الدراويش بعرض مزيكا حسمه لصالحه 2/..1 فإننا نجد ان الزمالك لم يعد أمامه سوي محاولة إنقاذ ماء وجهه لاعبين وجهازا فنيا سوي البحث عن التعويض ومصالحة جماهيره الحزينة والتمسك ببصيص الأمل الضئيل جدا في المنافسة علي البطولة بعد تفوق الأهلي بفارق خمس نقاط.. واعتقد ان مباراة القمة باتت تمثل الفرصة الأخيرة لإعادة الروح لبطولة الدوري والتي خسرها الزمالك "إكلينيكيا" ويبقي استخراج شهادة الوفاة رسميا ولكن التوأم حسام وإبراهيم حسن ومعهما باقي لاعبي الزمالك يعلمون تماما بأن الفوز علي الأهلي في لقاء القمة سيقلب كل الموازين داخل المسابقة ويعيد الإثارة والترقب إلي الصراع علي درع البطولة ولو بشكل ظاهري ومعنوي لأنني شخصيا مازالت عند رأيي بأن بطولة الدوري انتهت هذا الموسم بنسبة 99% لصالح الأهلي ليبقي الدرع في مكانه. لأن النادي الأهلي مازال الفريق الأقوي والأخطر والأكثر تنظيما وترابطا وهدوءا وثقة في الملعب ولديه مخزون استراتيجي رائع من النجوم الكبار أصحاب الخبرة الذين يمتلكون القدرة علي التحكم في دفة المباريات واستعادة المبادرة وتغيير سير أحداثها مهما كانت التحديات التي يواجهها أثناء المباريات ولعل الأداء المتميز للأهلي أمام إنبي ثم الإسماعيلي خير دليل علي هذا الواقع الجديد لأداء الفريق في الدور الثاني والذي شهد ارتفاع المستوي الفني والبدني لأغلب نجوم الفريق مع وصول المهاجم دومينيك لمرحلة الانسجام والتفاهم مع زملائه في الملعب وهو ما كان ينقص هذا اللاعب الخطير جدا صاحب المهارات الفنية والفردية العالية بالتخلي عن الأداء الفردي الذي جعله يجلس علي دكة البدلاء رغم ما يتمتع به من لياقة بدنية وسرعة عالية وفي هذا التوقيت عاد للهجوم الأحمر عماد متعب ماكينة الأهداف لتكتمل بذلك القوة الضاربة للأهلي وتصبح خطوطه متكاملة وبذلك أصبح من الصعب ان يقهر أحد الأهلي خاصة انه رغم أزمته الفنية في بداية الموسم قبل مجيء جوزيه لم يخسر سوي مباراة واحدة فما بالنا وهو يقترب بقوة للاحتفاظ بدرع الدوري للعام السابع علي التوالي فهل يتوقع أحد ان يفرط الأهلي ولو في نقطة وهو يستعد للفرحة الكبري.. الإجابة ببساطة بالطبع لا.. خاصة ان الأهلي مازال يملك المقومات التي تؤهله للاحتفاظ بالقمة والاحتفاظ بالفارق حتي النهاية.. وحتي لو انتهت القمة لصالح الزمالك الحالم بقهر الأهلي بعد تعثره أمام الجونة والمقاصة والمصري في الدور الثاني ليتأكد تراجع مستوي الفريق فنيا بخلاف ثلاثة تعادلات ليفقده 15 نقطة كانت سببا في سقوطه من قمة المسابقة ولذلك أقول "يا زمالك ارتاح.. الدوري راح".