أكد د. أحمد سخسوخ -الكاتب والناقد المسرحي والعميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية- أن المسرح الآن يحتاج للتطهير. خاصة بعد ثورة 25 يناير. قال: عادة ما يحدث تغير في المسرح بعد الثورات فبعد ثورة 1919 تحول المسرح في مصر من مسرح تجاري وميلودرامي تجاري. كان متمثلاً في أعمال نجيب الريحاني ومسرح ميلودرامي متمثلاً في أعمال جورج أبيض. وكانت هناك فرق مختلفة مثل عبدالرحمن رشدي. سلامة حجازي ومنيرة المهدية وغيرهم. أضاف: ولكن في أثناء الثورة وبعدها حدثت طفرة حقيقية في المسرح المصري. إذ تكاتف جميع الفنانين. وظهر المسرح الجاد الذي يعبر عن ثورة 19. وقاد هذه المرحلة الفنان الكبير الشيخ سيد درويش الذي كان قد قدمه الشيخ سلامة حجازي قبل الثورة بعامين. وهذا ما حدث أيضا بعد ثورة 52 إذ كان المسرح المصري يغط في نوم عميق. فلم يكن هناك قبل ثورة 52 سوي فرقتين هزيلتين هما فرقة اسماعيل وفرقة نجيب الريحاني التي كان يقودها بعد رحيله بديع خيري. بعد الثورة حدثت طفرة في المسرح المصري كتعبير حقيقي عن حراك المجتمع بعد الثورة. وهنا نهض المسرح المصري مواكبًا لحركة المجتمع السياسية والاجتماعية حتي وصل لقمة نضوجه في ستينيات القرن الماضي. ولكنه انتهي وانكسر مع نكسة 67 حتي السبعينيات كان يقدم علي مسرح القطاع الخاص أعمالاً فجة ميلودرامية وعلي مسرح القطاع الخاص أعمالا مسفة تهرب من اتخاذ موقف من الواقع. وقد ازداد الأمر سوءًا في نهاية السبعينيات بسبب الانفتاح الاقتصادي ومعاهدة كامب ديفيد التي خرج علي اثرها رجال نهبوا الأموال. الذين يسكنون في طرة الآن. وفي ظل هذا لعبت الرقابة دوراً كبيراً في ذبح حركة المسرح المصري. إذ لم تسمح بمرور الأعمال الجادة علي خشبة المسرح. وإنما مررت تلك الأعمال التي تبرر فسادهم وإفسادهم للحياة السياسية والاجتماعية في مصر. أضاف: ومن هنا انهارت الحياة المسرحية ولم تعد تمرر إلا الأعمال التي تتفق ووجهة نظر السلطة. انهار المسرح إذن وكان لابد من صحوة تعيد الحياة إليه. وحدثت هذه الصحوة مع ثورة 25 يناير. إذ بدأت تقدم أعمالاً شبابية تتلمس طريقها نحو الثورة. ونحو الوصول إلي الحقيقة. فقدمت أعمالا عن ثورة 25 يناير مثل "ورد الجناين. و تذكرة لميدان التحرير" وكثير من الأعمال المباشرة التي تقدم عن الثورة في إطار كاريكاتوري كباريه وسياسي. ومعظم هذه الأعمال تتميز بالمباشرة والمشاهد السريعة. ومن جانب آخر قدمت أعمالا تقدم إسقاطاً علي ثورة 25 يناير. وهي أعمال كانت كتبت وأعدت قبل الثورة مثل بلقيس. وعالم أراجوزات إذ تم إضافة بعض المشاهد وتم تفسير كثير من المشاهد عن ثورة يناير.. إذن بعد ثورة يناير ومضي 5 شهور من بداية الثورة نجد أن هناك تيارين مسرحيين يسيطران علي الحياة الفنية في المسرح المصري أعمالا مباشرة تتميز بالوثائقية وأعمالا أخري فنية تقدم إسقاطاً سياسياً علي الواقع. أضاف : ان ما حدث في مصر. انه تم قطع رأس النظام. أما الجسم فهو جاسم علي صدورنا في كل مناحي الحياة. والمطلوب تطهير مصر من فلول النظام القديم الذي ما يزال يعمل ويسيء إلي الحياة