مرة أخري نعود إلي القرارات العشوائية والمستفزة التي تصدر من وزارة الثقافة والتي تحدت حالة من البلبلة والسخط بين أوساط المصريين.. فمنذ أيام فوجئنا بقرار من السيد عبدالستار فتحي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة بأنه ابتداء من ابريل القادم لن تكون هناك رقابة علي الافلام وسيتم تصنيف الأفلام السينمائية حسب الفئات العمرية. بحيث يتم السماح بعرض الأفلام- مصرية أو اجنبية- المتضمنة مشاهد جنسية صريحة وألفاظاً بذيئة وتجاوزات لا يعلم مداها إلا الله علي أن تعرض هذه الافلام تحت لافتة "للكبار فقط". وحجة السيد عبدالستار فتحي أو رئيسه السيد وزير الثقافة ان هذا النظام معمول به في كل دور العالم وأننا في مصر تأخرنا كثيرا في تطبيقه. ما قاله رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية يستوجب الحذر ووقفة فوراً.. فالسيد وزير الثقافة صاحب الفكر المعروف والمعارض للقيم والتقاليد المصرية والثوابت الدينية بزعم الابداع والتجديد من المؤكد أنه وافق علي هذا القرار قبل ان يصرح به رئيس الرقابة. ففي الوقت الذي تتزايد فيه حوادث الاغتصاب وخطف الاناث والتحرش بسبب بعض المشاهد الخارجة في عدد من الافلام والاغنيات والمسلسلات. وفي ظل مطالبات المجلس القومي للمرأة والمراكز البحثية والأزهر الشريف وعلماء الدين بحذف مثل هذه المشاهد التي تشجع الشباب علي ارتكاب هذه الجرائم نفاجأ بوزارة الثقافة- وفي هذا التوقيت- تصدر هذا القرار دون دراسة آثاره الاجتماعية والنفسية علي الشباب الذي لا يجد ما يعينه علي الزواج ليعصم نفسه من الزلل. أيها الوزير.. لسنا في أمريكا ولا أوروبا حتي نطبق ما يطبقون. وليس كل ما يطبقون هو المثالي. ويكفي ما يعيشونه من تفسخ اجتماعي وما يواجهونه من أمراض نتيجة الحرية المطلقة في التصرفات. فنحن لنا تقاليدنا ولهم تقاليدهم. لنا آدابنا ولهم آدابهم. لنا قيمنا ولهم قمهم. ثم تأتي المصيبة في تصريح رئيس الرقابة عندما قال إنه في ظروف المجتمع المصري لن يمكن السيطرة علي تطبيق هذا القرار ونفهم من ذلك أن مسئولي السينما لن يستطيعوا منع من هم في سن الطفولة- حسب القانون من هم أقل من 18 سنة- من دخول دور العرض السينمائي ومشاهدة ما هو ممنوع عنهم مشاهدته!! ثم لماذا مثل هذا القرار؟ هل لاتاحة الفرصة للمنتجين اياهم مثل السبكي ان يضمنوا أفلامهم ما يشاءون من مشاهد خارجة تدر عليهم أموالا قذرة؟ أم لاتاحة الفرصة امام بعض الممثلات مثل هيفاء وهبي لتقدم قذارات أكثر مما قدمت في فيلم حلاوة روح؟ ثم ما موقف الدولة من هذا القرار؟ وهل يمكن اعتبار أن ذلك هو توجهها في المرحلة المقبلة؟ وما موقف الأزهر الشريف. والمجلس القومي للمرأة. وعلماء الدين من هذا العبث الذي تمارسه وزارة الثقافة؟ وإلي متي تترك الدولة وزير الثقافة يهدم ثوابت المجتمع؟ نتمني ألا يتأخر التغيير الوزاري عن شهر أبريل.