* يسأل موظف بإحدي الشركات بالقاهرة: طلقت زوجتي وتطالبني الآن بالنفقة علماً بأنها قد تركت منزل الزوجية منذ أكثر من عام إلي مكان غير معلوم. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: أجمع الفقهاء علي أن النفقة من حقوق الزوجة علي زوجها لقوله تعالي: "أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتي يضعن حملهن" "الطلاق 6". فالنفقة واجبة علي الزوج مادام قد دخل بها دخولاً شرعياً. وتسقط النفقة عنذ نشوز الزوجة أو عصيانها لزوجها. كأن تمتنع عن معاشرته. أو تنتقل من منزله الذي هيأه لها إلي منزل آخر بغير إذنه وبغير سبب شرعي. * تسأل هناء سيد من الإسكندرية: مرضت زميلة لنا في العمل فأردنا زيارتها فزعم زميل لنا ان زيارة الرجل للمرأة غير جائزة. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب: من حق المسلم علي المسلم عيادته إذا مرض. لما روي عن الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم انه قال: "خمس تجب للمسلم علي أخيه: رد السلام. وتشميت العاطس. واجابة الدعوة. وعيادة المريض. واتباع الجنائز" غير أن عيادة المريض علي وجه الخصوص يندب فيها أمور من أهمها ما يلي: تخفيف العيادة وعدم التطويل في الزيارة إلا إذا رغب المريض في ذلك. أن يدعو له بالشفاء ويحثه علي الصبر. لما روي عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ان أباها قال: اشتكيت بمكة فجاءني النبي صلي الله عليه وسلم يعودني ووضع يده علي جبهتي ثم مسح صدري وبطني ثم قال: "اللهم أشف سعداً وأتمم له هجرته". أن يطيب الزائر نفس المريض بغرس الأمل له وإطماعه في الحياة والتنفيس بقرب شفائه. لما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: "إذا دخلتم علي المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئاً وهو يطيب نفس المريض". أن يطلب الزائر من المريض الدعاء. فإن دعاءه مستجاب لقوله صلي الله عليه وسلم: "عودوا المرضي ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور". وأما فيما يتعلق بعيادة الرجل للمرأة المريضة فلا بأس في ذلك إذا لم يؤد ذلك إلي خلوة يتولد منها شبهة. ولقد روي أن النبي صلي الله عليه وسلم قام بزيارة أم العلاء ثم قال لها: "أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة". كما يجوز للمرأة الأجنبية عيادة الرجل الأجنبي عنها إذا أمنت الفتنة لحديث عائشة. رضي الله عنها. انها قالت: "لما قدم رسول الله. صلي الله عليه وسلم. وعك. أي مرض. أبو بكر وبلال. فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟". وبالتالي: فلا بأس من زيارة الرجل للمرأة المريضة وعيادة المرأة للرجل المريض إذا لم يؤد ذلك إلي الخلوة الشرعية بصورتها المنهي عنها. وأمنت الفتنة.