* لماذا موضة إقحام أحداث الثورة في الأعمال الفنية؟ ** لا أعلم ماذا قدم غيري لرمضان سنة 2011 لكن هناك من انتهز الفرصة وأقحم هذا الحدث العظيم داخل الأعمال. وأعتبره شيئا غير مستحب. ومجرد قص ولزق من باب "التماحيك" لكن رزيي أننا لابد أن نقدم شيئا يليق بها والأصح أن ننتظر حتي تكتمل الثورة لأنه مازالت قائمة حتي الآن ولم تسفر عن وجود نظام جديد مستقر. لابد أن نصبر حتي تنتهي الثورة بالكامل. * كيف تري علاقة الفنان بالسياسة؟ ** من حق الفنان أن يقول رأيه ويعبر عنه ليس من حق أحد أن يكمم أفواه الفنانين ويجب علي الفنان أن يطلق ما بداخله في المجال الذي يتحرك فيه سواء عمل فني أو قصيدة. أو موسيقي لكن الممثل بالذات أثناء عمله يجب أن يكون علي الحياد. فمثلاً عندما أجسد دوراً عن أحد شباب الثورة سأعبر عن أفكاره. ولو قبلت دوراً عن أحد رموز النظام السابق لابد أن أجسده.. وهنا أحجب آرائي الشخصية. لكني طبعاً أفضل أن يكون العمل متوائماً مع مباديء وأفكاري لأنني في هذه الحالة أكون في أفضل حالاتي الفنية. ينطبق مبدأ الحيادية أيضاً علي الإعلامي- المذيع تحديداً- فليس من حقه أن يفرض رأيه علي الناس وواجبه أن يناقش الضيف في موضوع ما. لكن فرض الرأي شيء آخر تماماً. * كيف واجهت الموقف بميدان التحرير خلال الثورة؟ ** عندما بدأت الثورة أحسست أن ربنا أرسل لمصر فرصة لكي تتغير. وبصراحة نزلت الميدان 3 مرات في جمعة الغضب وليلة التنحي يومها أخذت أولادي معي في السيارة وكنا وسط الناس في فرحة لا توصف وحلم لم نكن نصدق أنه سوف يحدث. كانت الناس فرحانة من قلبها والكل ونحن معهم يهتف بنداء واحد: ارفع رأسك فوق.. انت مصري.. والمرة الثالثة في جمعة النصر. * هل يتحقق حلم المصريين بثورة 25 يناير؟ ** للأسف أشعر الآن أن هناك من يحاول سرقة هذا الحلم الكبير لتحقيق مصالح خاصة فالبعض يحاول استغلاله لصالح تيارات معينة. وأحزاب سياسية. ولهذا لابد أن نكون متيقظين لما يجري حولنا. ومن الخطأ اللعب بعواطف الناس لكسب أصوات انتخابية وأذكر أننا نحتاج لوقت لدراسة كل أمورنا بهدوء. حتي نكشف الأقنعة المزيفة. والاستعجال يقود لأخطاء. فمثلاً كان هناك تسرع في توقيت الاستفتاء. وانتهز البعض خوف الناس وقلقهم. وكانت هناك أيضاً محاولة اللعب علي وتر الدين.. واعتقد أن الأيام تثبت الآن اننا استعجلنا بدليل أن الأصوات تزداد للمطالبة بالدستور أولاً لضمان الحقوق للكل. فالشعب المصري يحتاج دولة تحترم المواطن المصري وإنسانيته. وان تنظم العلاقات بين الناس وبين الشعب والحكومة. * لوحظ ابتعاد غالبية الفنانين عما يحدث علي الساحة في مصر.. ما السبب؟ ** بالعكس أنا أكثر واحد ظهر علي الفضائيات للحديث عما يجري علي أرض مصر. وأنا لا أعمل هذا لنفسي وانما من أجل أولادي. فألبي كل دعوة توجه لي وأتكلم بكل صراحة ومازال البعض يحذرني من الصراحة الزائدة لكني أردد دائماً "انتو لسه عايشين بالفكر القديم" وأيضا سيحتاج هذا وقت حتي نكف عن الخوف. وأوافق طبعاً علي أن كثيراً من الفنانين غائبين عما يحدث الآن. اثناء الثورة وبعدها. واعتقد أنه حدث لهم نوع من الصدمة. البعض ارتبك وكان لايعرف ماذا ستسفر عنه الأيام. والكثيرون التزموا الصمت حتي لاتحسب عليهم أي كلمة.. الأغلبية صامتة وهذا نوع من عدم القدرة علي المواجهة سواء هنا أو هناك. * ما دور الفنان في هذه المرحلة؟ ** ليس دوري أن أقول خطباً. وانما اترجم الواقع لعمل فني. وهناك فعلاً مشروع جديد أميل للتراجيديا وبه لمسات لايت كوميدي اسمه "ابن النظام" بالاتفاق مع المخرج أشرف سالم الذي أصور معه حالياً مسلسل "عريس ديليفري" وأشعر بالراحة في التعاون معه. وهو مفاجأة بالنسبة لي لأنه يملك حساً عالياً جداً.ويرسم روح البهجة والسعادة علي كل العاملين في المسلسل. ويحترم الصغير والكبير. لهذا أنا من عشاقه. * كيف تري دراما رمضان 2011 وقلة المسلسلات هذا الموسم؟ ** ليست في صالح صناعة الدراما المصرية. لكن رب ضارة نافعة. وهي مفيدة بالنسبة للمشاهد حتي لايتوه في الكم الكبير وأيضاً مفيدة لصناع هذه المسلسلات. فالكثير لم يعمل. ونحن أيضاً كنا مهددين بالتوقف. لكن كل أسرة "عريس دليفري" ساهمت في استكمال التصوير. والجميع وافق علي تخفيض أجره حتي تدور عجلة العمل ونعبر هذه الفترة الصعبة. * ماذا عن نوعية أفلامك بعد الثورة؟ ** في النظام السابق كان مغضوبا عليَّ أصلاً. لأن أفلامي كانت معارضة للنظام. والرقابة كانت تحمي هذا النظام. وكثيرا ما وصلني كفاية يا عم هاني. لم نفسك" هو لازم تعمل فيلم "ظاظا" مثلا. لكن بعد الثورة المفروض أن تكون أفلامي مؤيدة للنظام الجديد. بمعني أن أتحول من خانة المعارضين لخانة المؤيدين. وأنا متفاؤل لأن ربنا ذكر مصر في كل الكتب السماوية وسيحميها. وأعطانا فرصة واستجاب لدعاء أمهات الشهداء. والناس الغلابة الذين رفعوا أياديهم للسماء يشكون الظلم. * من المرشح الذي تتوقعه رئيساً لمصر هذه الفترة؟ ** إحساسي الداخلي أن ربنا سوف يكرم شعب مصر ويجعله يحس بالفرح. ويقود البلد رجل قلبه علي الناس ولهذا حتي الآن لم استقر علي اسم محدد والأمر يحتاج بعض الوقت والتفكير حتي نتأكد من حقيقة كل من يرشح نفسه. وإذا كان هناك قناع سوف يسقط وتظهر الحقيقة. ومن له علاقة بالنظام السابق سوف نكشفه أيضاً. أتمني من الرئيس القادم أن يكون محباً للحياة وللناس حتي يفرح الشعب معه كما فرح هو بجلوسه علي كرسي الرئاسة "مش واحد أول ما يجي نشتمه ونلعن فيه".. الناس عاشت سنوات طويلة في قهر وجهل وحقها أن تفرح. * ما رأيك في مطالبات الكثيرين بأن تكون محاكمات أعضاء النظام السابق علنية؟ ** في دولة القانون الكل سواء أمام القانون أرفض التمييز فليس معني أن فلاناً ابن رئيس الجمهورية السابق أن يكون له وضع خاص في المحاكمة. إما أن يكون الجميع لهم وضع خاص وابن الرئيس وابن الخفير.. وإما لا تمييز وهذا هو مبدأ المساواة الذي نريده ولكن يكفي أن العار سوف يظل يلاحقهم وذويهم طول العمر وهذا أفظع من أي شيء. * وكيف نري المسرح هذه المرحلة؟ ** المسرح محتاج تغيير كامل. حتي الخشبة نفسها يجب أن تتغير لا يصح أن يظل العبء كله علي الممثل والضحكات وخلاص.. العالم كله يتطور إلا هنا. والمسرح يحتاج مبدعاً مغامراً يغير كل شيء وسأكون بعدها أول الواقفين علي الخشبة. * هل هناك أعمال جديدة أخري لك؟ ** بالإضافة لمشروع "ابن النظام" استعد لفيلم جديد. وأمامي أكثر من فكرة لم استقر علي الأفضل. وهناك مشروع ثان مع المخرج أكرم فريد الذي أخرج لي فيلم سامي أوكسيد الكربون. وستكون معي الطفلة "جنا" لكن الفكرة لم تتبلور بعد.. أيضاً كان المفروض أن أصور الجزء الثاني من نمس بوند لكن لا أعرف ظروف المنتج وماذا سوف يفعل.