أشارت الدراسات والإحصائيات التي أجراها المركز القومي للبحوث مؤخراً أن عدم التكافؤ سبب رئيسي من أسباب الطلاق خاصة في السنوات الأولي من الزواج وأن أكثر من 30% من الزيجات تعاني من عدم التكافؤ. إن المقبل علي الزواج شاب كان أم فتاة يجد صعوبات وضغوطات يفرضها الواقع تدفع به لزواج غير متكافئ لا يقوم علي أسس صحيحة تضمن له بقاءه واستمراره وخصوصاً بعد أن تتعدي الفتاة سن الثلاثين فتبدأ في التخلي شيئاً فشيئاً عن الصفات التي تريدها في شريكها نتيجة الضغوط التي تمارس عليها داخل المجتمع والأسرة. وهناك فتيات كثيرات ضحين بأسس ومقومات الزواج الصحيحة فاكتشفن بعد الزواج صفات الزوج السلبية.. ففشلت الحياة الزوجية وانتهت بالطلاق أو الخلع؟ تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس إنها بالفعل مشكلة تؤرق بيوت كثيرة حيث تضر الفتاة علي الارتباط بشاب أقل منها في المستوي الثقافي والاجتماعي أو الاقتصادي ثم تدفع الثمن في النهاية نتيجة لعدم الاستماع لنصائح أسرتها ومخالفتها قواعد الزواج الصحيحة. أضافت علي الفتيات ألا تتسرع وتترك نفسها للحب والأوهام وأن تضع نصب عينيها نصائح الأسرة. ضغوط الأسرة تقول الدكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان الضغط الاجتماعي والأسري علي الفتيات للقبول بأي زوج للتخلص من لقب عانس دفع بعضهن للاستجابة لهذه الضغوط والقبول بأول طارق فكانت النتيجة في حالات كثيرة زواجاً فاشلاً.. لذا لا يجوز تحت ذريعة التخلص من العنوسة القبول بأي متقدم للزواج مشيراً إلي أن لقب عانس أرحم ألف مرة من لقب مطلقة التي يحاصرها المجتمع. أضافت أنه لابد من تمكين الفتاة من الاختيار المناسب وعدم الضعف وأن تمتلك أسباب القوة الاقتصادية حتي لا تنجرف وراء قرارات تدمر مستقبلها وهذا دور الأسرة فلابد أن تكون الفتاة قادرة علي الإنتاج وأن يتوفر لها الدخل الذي يحفظ كرامتها وفي هذه الحالة تكون سنداً لزوجها. أكدت أن القبول بزواج غير مناسب هرباً من كلمة "عانس" زاد من معدلات الطلاق في مصر كما تشير الإحصائيات الأخيرة. يقول الدكتور أحمد جمال ماضي أبوالعزايم مستشار الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية إن الزواج لا يبني علي معايير ثابتة ولكن يبني علي الارتياح وهناك مثل يقول "كل شيء بالخناق إلا الزاج بالاتفاق". تساءل: لماذا يهاجم الناس كل زواج مبني علي اختلاف درجة التحصيل العلمي بين الزوجين خاصة إذا كانت الزوجة متعلمة والزوج غير متعلم؟! ولماذا يحكمون علي مثل هذا الزواج بالفشل؟ أكد الدكتور أبوالعزايم علي ضرورة حسن الاختيار منذ البداية وأن يكون هناك توافقاًَ سواء في المستوي الثقافي أو الاجتماعي مشيراً إلي أنه كانت مادة تدرس في فترة الستينيات اسمها مادة "التربية النسائية" وتدور حول كيفية اختيار الزوج وكيف تتعامل الزوجة مع مرتب زوجها؟! والتدريب علي مهارات العلاقة أثناء الخطوبة. أضاف أن الحب من الأمور الشخصية جداً فهو علاقة بين طرفين يحكمهما قانون القلب بينما الزواج مسألة اجتماعية في المقام الأول فيخضع لقواعد العقل التي يتدخل فيها عائلة الطرفين ليكون مجامعاً في أسرة واحدة ومن هنا تأتي أهمية التكافؤ والتفاهم بينهما. أكد د.أبوالعزايم أن الاختيارات مفتوحة أمام الشباب لاختيار شريكة حياته وعليه أن يتبع نصيحة رسول الله صلي الله عليه وسلم "اظفر بذات الدين تربت يداك" كما أن كل الأديان السماوية حثت علي البر والتقوي بالآخرين. أشار أن 30% من حالات الزواج الفاشلة تكون بسبب عدم التكافؤ سواء في المستوي الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي. ترجع الدكتورة سميرة شندي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ظهور مثل هذه الزيجات إلي أسباب عديدة منها تلاشي الفوارق التي كانت سائدة في المجتمع والتي كانت تستند إلي أسس اجتماعية وثقافية اهتزت تحت ضغط الاعتبارات المالية والدليل علي ذلك والكلام علي لسان د.سميرة أن الإحصاءات تؤكد أن مئات الحاصلات علي الدكتوراة والماجستير تزوجن برجال حاصلين علي مؤهلات جامعية وبالطبع هناك آلاف غيرهن تزوجن برجال أقل منهن مكانة في المستوي الثقافي والاجتماعي ومع ذلك أري أن العلاقات الزوجية من هذا النوع والتي تفتقد التكافؤ بين أطرافها محكوم عليها بالفشل لأن للعلاقة الزوجية معايير واضحة تضمن استمرارها في مناخ صحي وسليم وأهمها وجود التجانس من الناحية الثقافية أو الوجدانية والإحساس المشترك بقدر هذه الرابطة. تقول الدكتورة إجلال حلمي أستاذ علم الاجتماع الأسري بجامعة عين شمس إن تأخر سن الزواج لدي الفتيات يدفعها للارتباط بأي زوج حتي لا تصل إلي سن العنوسة مؤكدة أن خبراء العلاقات الزوجية أكدوا أن الزيجات غير المتكافئة لا تؤدي إلا للفشل الذريع في بداية الحياة وقد يكون الفشل بعد فترة من الزواج. أضافت أن عدداً من الفتيات يسعين للزواج من رجال أغنياء كبار في السن للعيش في رفاهية إلا أن هذا الزواج غالباً ما ينتهي بالطلاق لعدم التكافؤ العمري حيث تبني الفتاة زواجها علي أنه سيحقق أحلامها ولا تكون هناك نية للتعاون وسرعان ما يعلم الزوج أنه خدع فيقسو من بعد لين ويبخل من بعد كرم فينهار البيت وينتهي الزواج بالطلاق. أصحاب الحرف أشارت إلي أنه كانت هناك ظاهرة انتشرت بصورة كبيرة وهي زواج فتيات كثيرات خريجات الجامعة من سائقي لتاكسي والكوافير وأصحاب المهن والحرف وكانت هذه الزيجات سبباً من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في مصر خلال السنوات الأخيرة. تؤكد الدكتورة راندا رزق مستشار ثقافي لمنظمات المجتمع المدني علي التكافؤ بين الزوجين من الناحية العلمية والفضلية والاجتماعية فلا يناسب الشخص المعتعلم تعليماً عالياً أن يقترن بقناة أمية لا تقدر مكانته وكذلك الأمر بالنسبة إلي القناة المثقفة المتعلمة. تقول فيفيان ثابت مدير برنامج حقوق المرأة بهيئة كير إن الزواج غير المتكافئ يؤدي إلي زيادة نسب الطلاق في مصر خاصة بعد أن أثبتت أن معظم حالات الزواج غير المتكافئ انتهت بالطلاق بينما يدفع الأبناء الثمن. أضافت أن هناك بعض الجمعيات تقوم بإعداد دورات لإعداد المقبلين علي الزواج وكيفية التعامل مع الزوج والأبناء لضمان حياة زوجية مستقرة وناجحة. تضيف أماني جاد أخصائية اجتماعية بجمعية آمان الأسرة بمحافظة الجيزة علي الفتاة أن تحدد مدخل الشخصية التي ارتبطت بها وهذا يتطلب جهداً كبيراً من أجل تحقيق السعادة مادام هدفها هو نجاح هذا الزواج وأنها تزوجت هذه الشخصية بكل سلبياتها فأصبحت في تحد كبير مع نفسها ومع أسرتها خاصة إن كانت هناك أصوات معارضة لهذه الزواج فعليها أن تثبت للجميع أنها علي صواب وليس العكس يقدر المستطاع وتردك جيداً أن التواصل مع عائلة زوجها وعائلتها أعمدة أساسية لنجاح زواجها!!