ركبت جماعة الإخوان أعلي خيلها وأطلقت المسعور والموتور من كلابها علي المصريين يلوغون في الدماء البريئة الطاهرة ويمعنون حرقا وتفجيرا في أبراج ومحولات الكهرباء وعربات المترو وقطارات السكة الحديد.. يستهدفون لقمة عيش البسطاء.. انهم يشنون حربا لتجويع الشعب.. يسعون لأخذ الناس رهينة ويتعشمون في إجبار النظام علي التسليم لهم والرضوخ لمطالبهم.. عشم ابليس في الجنة.. فلا مستجير عاقلا من الرمضاء الي النار.. ولا استسلام لارهاب مؤقت الي خوف مستديم وذل وعبودية لمنحرفين نفسيا يفترون علي الله الكذب.. وينصبون أنفسهم آلهة علي الأرض. العمليات الارهابية الأخيرة تؤشر الي النهاية لا الي التصعيد.. مرتكبوها صار لهم مصطلح يتداول عالميا اسمه "الذئاب المنفردة" تعبيرا عن قيام اشخاص أو مجموعات صغيرة بارتكاب جرائم ارهابية مناصرة لتنظيم عقائدي معين سواء بتعليمات تنظيمية أو نتيجة التعاطف فقط مع اهداف ذلك التنظيم.. وتتسبب تلك الذئاب في احداث ارباك مؤقت لكنها ابدا لم تكسب معركة ولا تعاطفا. مصر كسبت الحرب ضد الارهاب في تسعينيات القرن الماضي بعد انحياز الشعب الكامل ضد الفكر المتطرف والسلوك العدواني رغم وجود معارضة أكثر اتساعا للنظام الحاكم وقتها.. ومصر ستكسب المعركة الحالية.. فالمصريون تعلموا من النيل.. المضي في هدوء وسكينة لكن بإصرار في المسار المحدد لايوقفه حجر يلقيه عابث علي صفحته الواسعة.. إنما سرعة الحسم تتوقف علي شل "الذئاب المنفردة" والخلايا النائمة داخل مؤسسات الدولة التي تعمل علي تأليب الرأي العام ضد أجهزة الدولة وتدعو الي "مكارثية" مصرية تثير الشكوك وتفتش في الضمائر مثلما حدث في الولاياتالمتحدة عام 1950 من لجنة بمجلس الشيوخ برئاسة السيناتور جوزيف مكارثي في مواجهة الشيوعية وثبت فشلها.. محاصرة الذئاب تتطلب تفعيلا للمبادئ الدستورية التي تؤكد ان الشعب هو صاحب السيادة لاستحضار المساندة الشعبية.. فالعنف لايفل العنف.. والحرب علي الارهاب لاتنتصر بإجراءات ومحاكمات استثنائية ولابقرارات حظر التجول انما بتضامن شعبي لاينمو الا في مناخ الحريات والعدالة واحترام القانون.