لم تكن التفجيرات التي شهدتها أماكن مختلفة في القاهرة ومحافظات مصر خلال الأيام الماضية, والتي استهدفت المدنيين من خلال تفجيرات متفرقة في محطات المترو والقطارات وأمام القصر الرئاسي بالقبة وعلي طلبة الجامعات, سوي محاولة جديدة من جانب جماعة الإخوان لكسر هيبة الجيش والشرطة في نظر المصريين, والترويج لفكرة أنهما غير قادرين علي حماية المصريين. وبعد أن فشلت الجماعة وأنصارها في حربها ضد الجيش والشرطة, لجأت إلي الحرب علي المصريين المدنيين, لتحقيق الهدف الإخواني الإرهابي وهو تأليب الشعب علي جيشه وشرطته حتي يسهل اسقاطهما بغضب شعبي عارم. وكعادتها لجأت الجماعة لتجنيد أنصارها لشن حرب إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي, تعدد المآسي التي تعرض لها المدنيون, مستغلة بعض حوادث الطرق التي كان القدر سببا فيها, مع عدم تجاهل إهمال بعض الأجهزة المحلية في المحافظات, والتي كان آخرها حادث دمنهور الذي راح ضحيته عشرات التلاميذ, إثر حادث تصادم بين حافلتين إحداهما كانت تقل التلاميذ. وأخذت الجماعة وأنصارها في الترويج لفكرة قتل المدنيين وتعرضهم للموت, مدخلا جديدا للحرب علي الدولة المصرية, وحتي لا يكون الهدف واضحا وهو تأليب الشعب علي الجيش والشرطة, لم يفل بعضهم التنويه إلي استشهاد الجنود من أبناء الجيش والشرطة, حتي يتم تصوير اعتراضهم علي أنهم بجانبهما, وهي لعبة مكشوفة ظهرت واضحة من خلال بوستات بعض النشطاء الذين كان لهم دور, ومازال, في خدمة الإخوان ومحاولة اسقاط الدولة. واعتبرت جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها أن استهداف المصريين المدنيين, هو السبيل لإحداث الغضب الشعبي الذي تراهن عليه الجماعة, ير أن رهانها خاسر بعد أن اكتشف جميع حيل الجماعة وأكاذيبها, بل وتزويرها للتقارير الحقوقية, بهدف تشويه صورة الدولة المصرية في المحافل الدولية. غير أن فطنة الشعب المصري وفضحه لممارسات الإخوان, كفيلة بأن تقضي علي كل حيلها في حربها ضد الدولة المصرية, والتي أخذت صورة جديدة وهي الحرب علي المدنيين, وهو تغيير نوعي إن دل علي شيء فإنما يدل علي فشل الجماعة في مواجهة أجهزة الدولة, ولم يبق أمامها سوي التعبئة الشعبية ضد الجيش والشرطة, وهو المسعي الجديد الذي سوف تخيب فيه الجماعة, كما خابت في كل مساعيها لإسقاط الدولة المصرية, التي سوف تظل قائمة بفعل إيمان شعبها بحقه في التغيير وتحقيق الديمقراطية وفقا لرؤيته وإرادته المنفردة.