أشاد عدد كبير من الفنانين والمخرجين بحرص واهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بملف صناعة السينما وتأكيده في أكثر من مناسبة أهمية دورها في تشكيل وتنمية الوعي الثقافي والسياسي لدي المواطن المصري. مؤكدين ان اهتمام الدولة هو أولي خطوات النهوض بالسينما وحل مشكلاتها حتي تقدم للمشاهد أفلاماً جادة تلائم طبيعة المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد. مطالبين المسئولين بالنظر إلي تجربة "مؤسسة السينما" التي تم إنشاؤها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والتي أسهمت في إنتاج عشرات الأفلام التي لاقت نجاحاً كبيراً علي المستويين العربي والعالمي وقدمت صور صحيحة عن الواقع المصري دون تحريف. "المساء" استعرضت مع بعض الفنانين والمخرجين أفكارهم نحو النهوض بالسينما ودورها خلال المرحلة الحالية. * الفنان القدير عزت العلايلي قال: السينما تعكس دوماً الواقع الذي نعيش فيه. وقديماً كانت "مؤسسة السينما" التي تم إنشاؤها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تنتج سنوياً عشرات الأفلام التي أصبحت فيما بعد من علامات السينما المصرية. وكان هذا جنباً إلي جنب مع الإنتاج الخاص. وبالتالي كان هناك نوع من التوازن جعل السينما تعيش أزهي عصورها. أضاف: الحديث عن عدم وجود مبدعين سواء في الإخراج أو التأليف وان هذا هو أهم أسباب كبوة صناعة السينما أمر عار تماماً الصحة فالمعاهد الفنية التابعة للدولة والمنتشرة في مصر مليئة بالمبدعين وأقول للمسئولين إذا كانت الدولة لن تهتم بهؤلاء وتوفر لهم ظروف العمل المناسبة فأين سيعملون؟ وما فائدة تلك المعاهد أصلاً.. مشيرا إلي أن قدامي الفنانين يقفون دائما إلي جانب هؤلاء المبدعين الشباب ويتبنون مواهبهم وأبرز دليل علي ذلك الفنان نور الشريف الذي قدم مؤخراً فيلماً ناجحاً بكل المقاييس مع فريق عمل كله من الشباب. اختتم حديثه مؤكداً ان عودة الدولة للمنافسة والإنتاج السينمائي هي أهم العناصر المؤثرة في تطوير صناعة السينما وخلق توازن في المنافسة بما يخدم صناعة السينما ويعود عليها بالنفع. * الفنانة فردوس عبد الحميد قالت: غياب الدولة عن الإنتاج وتركها الساحة أمام الإنتاج الخاص أحد أهم أسباب أزمة صناعة السينما في مصر. والحقيقه ان هذه المشكله ستظل قائمة طالما ظل إنتاج الدولة في تناقص. أضافت: الفن والثقافة مثل رغيف الخبز وإذا كان الأخير غذاء للبدن فالفن غذاء للروح والعقل. ولا يمكن في ظل الأزمة الحاليه ان نوجه اللوم للفنانين أو العاملين في تلك الصناعة بشكل عام. لأن الخطأ الأكبر يقع علي الدولة التي لا تهتم باستغلال مواهب الفنانين في مجالات التمثيل والإخراج والتأليف وتتركهم أداة في أيدي تجار الإنتاج الخاص الذين لا يهدفون سوي للربح المادي فقط ولا يهمه اتجاه الدولة السياسي أو ظروفها أو حتي الذوق العام فيها. واستشهدت الفنانة فردوس عبدالحميد بمؤسسة "صناعة السينما" التي تم تدشينها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. مؤكدة ان هذه المؤسسة أنتجت أهم أفلام في تاريخ السينما المصرية مثل "بداية ونهايه" و"القاهره 30" وغيرها من الأفلام التي حملت طابعاً اجتماعياً وسياسياً. أضافت: هناك قصور واضح من جانب وزارة الثقافه وبعض هيئات الدولة الأخري في الاهتمام بصناعة الأفلام القصيرة والروائية التي يمكنها بأقل التكاليف المساهمة ولو بجزء ضئيل في تحريك المنظومة. وأتمني من المسئولين مساعدة المبدعين من الشباب الذين يملكون إبداعاً حقيقياً نراه في المهرجانات المتعددة التي تقام خلال العام. مؤكدة ان مهرجان الأقصر الأخير شهد وجود العديد من المبدعين الشباب الذين يحتاجون العون والمساعدة لتقديم أفضل ما لديهم. شددت في ختام حديثها علي أن تدخل الدولة وعودتها للإنتاج السينمائي لا يعني تحكمها ورفضها النقد ولكن يعني تجسيد واقع الشارع المصري دون مبالغه ودون تيمة "الراقصه والبلطجي والعشوائيات" التي أصبحت منتشرة في الأفلام بل والمسلسلات المصرية. ونوهت إلي أن الدراما أيضاً تشهد حالياً نفس أزمة السينما بعدما ابتعدت الدولة ممثلة في قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي عن إنتاج المسلسلات وتدخل القطاع الخاص أصبحت الدراما نسخه مكررة من الأفلام التي لا تراعي الذوق العام. * المخرجة إنعام محمد علي قالت: أزمة السينما وكيفية النهوض بها يسأل عنها منتجو الأفلام الخاصة بعد أن أصبح الطريق أمامهم مفتوحاً دون أي منافسة من الدولة. سواء وزارة الثقافه التي أصبحت ضعيفة الإنتاج للغايه ويقتصر دورها علي إقامة الحفلات والمهرجانات والأفلام القصيرة أو إنتاج الإذاعة والتليفزيون. أكدت علي ضرورة عودة إنتاج الدولة وتفعيل دور وزارة الثقافه لتقديم أفلام جادة تحافظ علي هيبة الدولة وتاريخها وحاضرها بعيداً عن الإسفاف الذي أفرزته بعض الإنتاجات الخاصة. * المخرج سعيد حامد قال: صناعة السينما منظومة متكاملة بين الإنتاج والتوزيع وإبطال العمل وكتابه ومخرجيه. وقديماً كانت أزمات السينما في عدم توافر دور العرض الجيدة. أو مشكلات في الصوت أو الإضاءه أو غيرها من الأشياء التي تم التغلب عليها خلال السنوات العشر الماضية. لتبقي أزمة الإنتاج والتوزيع. أضاف: المنتج حالياً يبحث عن المكسب وهذا حقه ولكني أتمني أن يكون المنتج الخاص مثل الرائع رمسيس نجيب الذي نحتاج لعشرات منه. فهو أحب السينما قبل أن يحب السوق والربح وهو ما جعل أفلامة تنافس قديماً أفلام الدولة في الرقي وتقديم صورة مشرقة عن مصر. * وكيل نقابة المهن السينيمائية المخرج عمر عبد العزيز قال :لابد في البداية ان نوجه التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي بسبب حرصه الدائم علي دعم الفن والنهوض بصناعة السينما. لأن السينما هي القوي الناعمة التي جعلت لمصر مكانة خاصة في قلوب شعوب المنطقة العربية. أضاف: ان في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به مصر لابد من تدخل الدولة وتفعيل مشروعات الإنتاج الحكومي لمشروعات السينما المختلفة. ولا أقصد بذلك أن يكون الإنتاج دون عائد. ولكن علي الدولة الاهتمام بتقديم منتج يحمل طابعي الفن والربح معاً دون ان يطغي أحدهما علي الآخر. لأن الدولة من حقها تحقيق المكسب في النهاية حتي لا تتحول مشروعاتها السينمائية إلي حرب استنزاف كما في مبني الإذاعة والتليفزيون ينفق الأموال دون أي عائد يذكر. أضاف ان اقتصاديات السينما هي ثلاثي صناعة وتجارة وفن ومن حق أي تاجر أن يكسب سواء كان التاجر هو الحكومة أو المنتج الخاص. وطالب عبد العزيز الدولة والجهات المعنية بتسهيل إجراءات التصوير والتنقل داخل مصر سواء إذا كان العمل مصرياً أو أجنبيا معتبراً ان هذه هي أهم خطوات النهوض بالسينما. قال: أتمني أن تظهر مصر الحقيقه في الأعمال المختلفة. فمصر ليست العشوائيات والأحياء الفقيرة ومقالب القمامة. والمسلسلات التركية غزت العالم بسبب حرصها علي تقديم المناظر الطبيعية وأجمل الأماكن السياحية في مسلسلاتهم. ولكن للأسف إذا أردنا في مصر تصوير مناطق سياحية أو محميات طبيعية نقابل العديد من العقبات التي لا تنتهي وتسبب بالنهايه في تغيير الأماكن والمشاهد رغم انها بالأساس تروج لمصر وسياحتها وحضارتها العريقة. اختتم حديثه بجملة واحدة قائلاً: "شوفوا عبد الناصر كان بيتعامل مع الفن إزاي".