ومرت القمة 109 كما مرت قبلها العشرات من القمم دون تغيير في الأوضاع.. فرض التعادل نفسه وأكد أكثر من واقع وفي مقدمة ذلك مواصلة الزمالك الأكثر جاهزية عجزه عن الفوز علي الأهلي مستغلا الحالة الطيبة التي يعيشها وانتصاراته التي وضعته علي القمة.. فيما فشل الأهلي ايضا في استثمار الفرصة وخطف فوز كان يستطيع تحقيقه بتفوقه معظم فترات المباراة وهو يري الزمالك ليس بالفريق الباحث عن بطولة أو تأكيد عودته للمنافسة علي اللقب بقوة والتخلص من عقدة الأحمر. كان الأهلي مسيطرا علي الأوضاع منذ عام 2005 وكان الأقرب دائما للفوز بعد أن دعم صفوفه بكتيبة من النجوم يتقدمهم ابوتريكة ورفاقه.. ولكن ومنذ عدة سنوات ومع أول مهمة لحسام حسن في الزمالك استعاد الأبيض خطورته وعناده وبات قويا حتي وإن لم يفز حيث عادت في هذه المرحلة نغمة صعوبة تحديد الفائز.. ثم زادت نغمة فرص فوز الزمالك في ظل مراحل التغيير الذي يمر بها الأهلي وبدأت ترشيحات الخبراء تتجه لصالح الأبيض.. إلا أنه ومع انطلاق المباريات تتغير الأوضاع ويفوز الأهلي أو يتعادل الفريقان ويكون الأهلي ايضا الأفضل لتأتي أراء نفس الخبراء لتجمع علي أن الأهلي لديه روحا قتالية تفوق أداء أي فريق. قمة الأمس وقمة أول أمس فرضت هذا الواقع.. فالزمالك كان مرشحا للفوز.. فهو يلعب بفريق لا ينقصه أحدا في كل المراكز باستثناء الجانب الأيسر وهو أمر يمكن التغلب عليه.. ولكنه يملك الحارس الافضل الشناوي ودفاع قوي يضم علي جبر ودويدار وعمر جابر ودفاع الوسط احمد توفيق وابراهيم صلاح ورؤوس الحربة وهم كثر كأحمد علي أو باسم مرسي ومن خلفهم في أفضل حال حفني وعيد وحازم كما عوض أيمن حفني وأحمد عيد غياب مؤمن زكريا وأكدا أنهما أروع ما في الزمالك واوراق رابحة. وأمام هذا الأكتمال والترشيحات بفوز الزمالك يجب الأعتراف بأن محمد صلاح القائم بمهام المدير الفني لم يقدم جديدا ولم يستفد من الأوراق المتاحة ولم يهيأ لاعبيه نفسيا ولا خططيا بالشكل الذي يصنع به الفارق.. أداء أو نتيجة. أما الأهلي فيعاني نقصا غريبا في الصفوف وضح ويتضح في المواجهات الكبيرة وفي مقدمة ذلك حراسة المرمي حيث لايزال مسعد عوض غائباً بجانب الظهير الأيسر صبري رحيل الذي نسي الكرة وتأثر باسم علي بالأضابة مع غياب بديله محمد هاني وأخيرا غياب رأس الحربة الفعال علي المرمي منذ اصيب عمرو جمال حيث تأتي خطورة الأهلي من القادمين من الخلف تريزيجيه وسليمان ورقتي الأنقاذ في الفريق.. بجانب تألق سعد سمير ومحمد نجيب قلبي الدفاع.. ومن امامهما عاشور ومحمد رزق. ورغم هذه الأزمات إلا أن الأهلي قد يكون لديه حلولا الا اننا نجد أن الحلول عند جاريدو المدير الفني "المنحوس" تأتي متأخرة دائما فهو يصر علي استبعاد لاعب يري الخبراء أنه أهم أوراق الفريق في المرحلة الحالية وهو رمضان صبحي ورفيقيه بامبو واسلم شدي.. وتأتي تغييرات جاريدو متأخرة جدا ولا يسعفها الوقت لصنع الفارق.. كما أن عدم استعانة جاريدو بهذه الأوراق خلال المباريات يقلل من فرص الانسجام وارتفاع المستوي عندهم. الأسوأ أما أسوأ مشاهد اللقاء فظهرت مع الحكم المتواضع والممثل الذي يخدعنا ببعض الملامح الجادة مع أخطاء كثيرة لو ارتكبها حكم مصري لذبح قبل الخروج من الملعب بتغاضية عن ضربات حرة عديدة وكروت مستحقة مع عنف بعض اللاعبين الواضح واحتساب قرارات عكسية والتغاضي عن اخطاء لصالح فريق واحتسابها للأخر.. ولن نتكلم في ذلك بالتفصيل حفاظا علي الموضوعية حيث ان الكل شاهد الحكم وأخطاءه.. ورغم ذلك لا يمكن الاستغناء عن الاجنبي لأنه كما قلنا لو أن الذي أدار لقاء الأمس حكم مصري لخرج علي نقالة وهو شهادة حق لحكامنا المميزين وليس للكل لأنه يجب أن نعترف ان لدينا حكاما دون المستوي. ايضا كانت هناك بعض مشاهد العنف في الملعب وضح فيها سوء النية بعيدا عن الفاولات العادية المتعمدة وغير المتعمدة. كما يعد الهدفان من أسوأ الأهداف التي دخلت الشباك ولعب فيها القدر دور كبير مع سوء تقدير حارس الأهلي لهدف الزمالك الذي لم يكن مقصودا ان تسير الكرة في اتجاه المرمي.. وتعامل خطأ لدفاع الزمالك مع هدف الاهلي خاصة من جانب دويدار الذي انشغل بجذب متعب وترك الكرة تتهادي للمرمي. وتأتي لياقة لاعبي الزمالك الضعيفة كظاهرة خطيرة مع سقوط متوالي لمعظم اللاعبين في وقت من المفترض ان تكون فيه اللياقة في القمة.. ولكن يبدو أن صلاح لم يحسن استغلال فترة ابتعاد فريقه عن المباريات ولم يقم بتجهيزهم بشكل جيد.. كما كان السقوط المتعمد والمتكرر من أيمن حفني مثير للمشاهدين.. وتبين بعد ذلك أنه لا يملك لياقة اللعب 90 دقيقة وقد يسبب ذلك حرجا للمدير الفني الجديد باعتبار ايمن حفني ورقة انقاذ الفريق بعد رحيل مؤمن زكريا. أخيرا.. يجب ألا يعول الزمالك علي الفارق النقطي بينه وبين الأهلي لأن تعويضه سهل وممكن مع الأهلي الذي يملك أسلحة قادرة علي عودته للقمة وهو تاريخ الكل يعرفه ويعرف كيف يعود الأهلي من بعيد ويصعد للقمة ومنها للتويج.. وكثيرا ما يحدث ذلك بمساعدة الآخرين وفي مقدمتهم الزمالك الذي يفاجئ جماهيره بنتائج مخيبة للآمال وصادمة تدفعه لمركز متأخر. أما أخطاء جاريدو فهي جزء من كل حيث يعاني الأهلي كثيرا خاصة مع سقوط لاعبيه.. وكلما نهض الفريق سقط بسبب الاصابات وأخرها وليد سليمان مع إيقاف محمد رزق قبل مواجهة قوية ومصيرية مع أنبي.. ورغم ذلك لو لم يفق جاريدو فسيفيق علي يد لاعبيه او ادارة النادي او الجماهير أو سيرحل وسنكتشف ذلك خلال الأيام القادمة.