أمسكت "دعاء" بتلابيب زوجها "فاروق" وصرخت في وجهه بغضب وغل.. طالبها فاروق بالهدوء حتي يستطيع ان يتواصل معها ولكن هيهات فبركان الغضب لديها كان أكبر مما يتخيله بشر وكان فاروق يعلم هذا ويعذرها علي انفعالها.. ذلك لأن سبب ثورتها هو زواج فاروق من اصدق صديقاتها شيماء دون علمها وكان هذا الأمر هو أكبر طعنة تلقتها في حياتها من أقرب البشر إليها زوجها وصديقتها. بعد حوالي ساعة من الصراخ والبكاء والعتاب طلبت دعاء من زوجها ان يحكي لها ما حدث والأسباب التي جعلته يتزوج من أقرب صديقاتها.. تردد فاروق في البداية ثم بدأ كلامه بتوجيه العتاب لها وانها السبب فيما حدث سألته باستنكار كيف؟ فقال بسرعة انها كانت تستضيف شيماء دائما في المنزل وكانت تدعوها للخروج معهما في أحيان كثيرة ودائما ما كانت تطلب منه ان يوصلها لمنزلها وتتركها معها بمفردهما. فوجئت دعاء بكلام زوجها وفكرت فيه قليلا ثم طلبت منه ان يقص عليها لقاء الأول بشيماء كزوجين. رفض فاروق الكلام لكنها ألحت عليه بشدة فرضخ واستسلم وأخبرها انه منذ ثلاثة أشهر عندما كانت شيماء بصحبتها في البيت حتي ساعة متأخرة من الليل ثم طلبت منه ان يوصلها بسيارته إلي شقتها وهو ما فعله بالضبط ولكن حين وصل إلي المكان دعته شيماء إلي الصعود ليتناول كوبا من العصير صعد معها وهو يعلم ان والدتها تعيش معها في شقتها لكنه فوجيء بعد دخول الشقة ان والدة شيماء في زيارة لابنتها الاخري. جلس في الصالون قليلا وتناول العصير وكان الجو رومانسيا هادئا و"الشيطان شاطر" فلم يشعر إلا وهو شيماء في سرير واحد. أضاف انه احس بالندم وتأنيب الضمير ولم يكن أمامه إلا الزواج منها لأنه لا يحب الحرام. أحست "دعاء" بقبضة باردة تعتصر قلبها بعد أن انهي فاروق قصته مع شيماء ونما في قلبها حقد دفين ضد صديقتها المقربة التي أصبحت منذ هذه اللحظة غريمتها اللدودة.. وفكرت في أفضل الحلول بالنسبة لها فكان أمامها أحد حلين اما طلب الطلاق والانفصال عن زوجها واما القبول بالأمر الواقع وكان الحل الأول يعني ببساطة هزيمتها وانسحابها أمام خيانة صديقتها لها وهو أمر تفضل أن تموت ولا تفعله لهذا قررت قبول الأمر الواقع ومحاولة "رد القلم" لصديقتها. استعرضت "دعاء" شريط الذكريات مع صديقتها السابقة فوجدت انها ومنذ تعارفهما خلال المرحلة الجامعية اعتبرت شيماء اقرب الناس إليها احبتها وكانت موضع سرها كما انها وقفت بجانبها في مواقف صعبة كانت فيها هي الحامي والمساعد الأكبر لشيماء وكان من أبرز مواقفها معها عندما حدثت مشكلات بينها وبين زوجها انتهت بالطلاق.. وكانت "دعاء" في هذا الوقت تقف بقوة في وجه طليق "شيماء" حتي حصلت لها علي كل حقوقها كما انها اعتبرتها بمثابة شقيقتها واستضافتها في منزلها مرات عديدة وكان جزاؤها في النهاية الخيانة. بدأت "دعاء" خطتها - بعد تسليمها بالأمر الواقع - بمعاملة زوجها معاملة الملوك فكانت تحتفي به عند وصوله من عمله وتقدم له أشهي المأكولات وتودعه صباحا بأرق العبارات حتي يبدأ يومه بسعادة وشيئا فشيئا بدأت بتوجيه نصائح لفاروق بالانتباه جيدا لزوجته الثانية وان يراقبها بعناية... ولما سألها فاروق عن السبب في كلامها أخبرته ان سبب طلاق شيماء من زوجها الأول هو الغيرة وانه لاحظ عليها بعض التصرفات الغريبة حتي انتهي به الأمر إلي تطليقها دون رجعة. أثمر كلام دعاء لزوجها الذي أصبح يشك في كل ما تفعله شيماء لدرجة ضاقت بها زوجته الثانية وبدأت المشادات والمشاكل تعرف طريقها إليهما حتي جاء اليوم الذي حدث الانفصال فيه. ورغم نجاحها في تدبيرها والتفريق بين زوجها وصديقتها إلا ان دعاء مازالت تشعر بألم كبير ولم تعد تأمن للناس بسهولة وان كانت قد تعلمت من تجربتها أشياء كثيرة أهمها الحفاظ علي حياتها مع زوجها وعدم الافراط في الثقة مع الآخرين ولو كانوا من أقرب الناس إليها.