تكررت في الاونة الاخيرة ظاهرة تصدع للعقارات وميول بعضها اثناء حفر اساسات ارض مجاورة وملاصقة لها. لاسباب مختلفة منها قيام الشركات المنفذة للمشروع بحفر اعماق اكثر من اللازم في حالة انشاء اكثر من بدروم او جراجات تحت مستوي سطح الارض. او شفط كميات كبيرة من المياه الجوفية من اسفل اساسات تلك العقارات تكون مصحوبة بذرات الرمال مما يحدث ارتباكاً في اساساتها واعمدتها مما يتسبب في حدوث شروخ وتصدعات بالعقار وتعرض سلامة المنشأة للخطر ومن الممكن ان يستلزم الامر لإزالة العقار بالكامل. او لازالة عدد من الادوار كتخفيف احمال. الامر الذي يعرض حياة عدد كبير من المواطنين للخطر ويهدد مستقبل الاسر ويشردهم في الشارع. اكد المهندس الاستشاري الدكتور سعيد محمد بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية ان عمليات الحفر بجانب "الجار" بدون اي اجراءات للامان تؤدي اولا إلي سحب التربة من اسفل الاساسات فتصبح تلك الاساسات موجودة علي تربة غير مضغوطة ونظرا للاحمال علي تلك التربة وبعد تفريغها من اسفل الاساسات يتم ضغطها من جديد فتتداخل حبيبات التربة ببعضها مما يؤدي إلي هبوطها وبالتالي هبوط الاساسات فوقها خاصة اذا كان قواعد منفصلة فيصبح العقار "الجار" في منسوبين احدهما اوطي من الاخرمما يؤدي إلي ميل العقار المجاور للارض المحفورة. وتتكرر هذه العملية بمرور الوقت حتي ينتقل مركز ثقل العقار جهة المنشأ الجديد فيتم الانهيار او الميل والتصدع الشديدين. ثانيا عند الحفر بجانب عقار في ظل وجود مياه جوفية بمنسوب اقل ارتفاعاً من مستوي اساسات "الجار" فيتم شفط المياه بالارض المحفورة فينخفض منسوب المياه وبالتالي يتم سحبها من اسفل الاساسات مما يولد فراغات بالتربة اسفلها فيؤدي إلي انضغاطها ويتكرر الاندماج والهبوط كما في الحال السابقة فيؤدي إلي الانهيار. طالب المهندس سعيد بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة قبل الشروع في اعمال الحفر بجوار منشأة قائمة مثل عمل جسات بعمق مناسب "ضعف اطول ضلع بالقواعد المنفصلة او اللبشه" لمعرفة الطبقات المناسبة لتحمل وزن المنشأ الجديدة وتحديد منسوب المياه الجوفية ومنسوب التأسيس. وعما اذا كان منسوب المياه الجوفية اعلي من منسوب الاساسات المراد تنفيذها فلابد من سحب هذه المياه بالطرق الميكانيكية "مضخات" حتي منسوب التأسيس فقط وعدم النزول اسفل منه وذلك بعد حماية اساسات الجار قبل حفر الارض مثل عمل خوازيق سند وتكون من الخرسانة الملاصقة لجميع جوانب الحفر في حالة عدم وجود مياه جوفية. اما اذا كانت توجد مياه جوفية فلابد من عمل خوازيق خرسانية بوكونيت "واحد بجوار واحد" ويكون عمق هذه الخوازيق اكثر من مستوي سطح الحفر بعمق متر ونصف علي الاقل وتحدد بمعرفة استشاري التربة بالاضافة إلي حوايط من الخرسانة المسلحة ومحيطة بكامل الموقع في حالة الاعماق المطلوبة لعمل اكثر من جراج او بدروم تحت مستوي سطح الارض. ونوه "سعيد" إلي عدم حفر الموقع بالكامل وترك مناطق بجوار الجار بدون حفر في حالة وجود فراغات محيطة بالمبني المطلوب انشاؤه. وبعد عمل تلك الحمايات لاساسات "الجار" يتم سحب المياه الجوفية بالمنسوب المطلوب ومتابعة انخفاض المياه بحيث لايؤثر علي منسوب المياه المحيطة بالجار من كافة الجهات. اما في حالة وجود مياه البحر اسفل المنسوب المطلوب في عمل لأساسات لعقارات قريبة من البحر فلابد من صب الخرسانة داخل مياه البحر اسفل منسوب المياه بمتر ونصف "اقصي فرق بين منسوب المد والجزر" والتأكد من وجود الاساسات باستمرار داخل مياه البحر. من جانبه اكد اللواء فوزي المراسي رئيس حي المنتزه ان المسئولية التي تقع علي عاتق الحي في هذه الحالات هي حماية ارواح المواطنين اولا واخلاء العقار المتصدع من السكان كاجراء فوري متبع. وبعد ذلك تشكيل لجنة من ادارة المنشآت الايلة للسقوط لوضع تقرير حول العقار المتصدع واتخاذ الاجراء المناسب حياله من ازالة او تخفيف احمال او ترميم للاساسات علي نفقة المقاول المتسبب في الحادث.اكد محمد فاروق محام علي ضرورة قيام الشركة المنفذة للمشروع الجديد باخطار جهة الادارة الهندسية في الحي التابع اذا كان العقار الملاصق يمثل خطورة من حيث الانشاءات ومعاينة العقار المجاور للتأكد من مدي سلامة اساساته وعما اذا كان يستدعي ترميماً او تدعيماً. واشار إلي ان قانون المباني يلزم المقاول بإخطار المركز الذكي جهة اصدار التراخيص قبل موعد العمل بمدة لاتقل عن 15 يوما لإجراء المعاينات اللازمة.