تسببت موجة البرد الشديد التي تسود البلاد في تفشي الأوبئة بين الدواجن وفشلت الأمصال واللقاحات في وقف النفوق الشديد الذي لو استمر بهذا الشكل فسوف يصل سعر كيلو الدجاج بالمزرعة إلي 16 جنيهاً. يقول يحيي عربي شحاتة "مربي من بنها" بأن موجة البرد الشديدة التي تجتاح البلاد هذه الأيام تسببت في انتشار الأمراض والفيروسات بالمزارع مما أدي إلي زيادة النفوق بالمزارع بشكل كبير.. مشيراً إلي ان فيروس نيوكاسل "عطرة جديدة" تحور مع موجة البرد ليصيب الدواجن من عمر 28 يوماً إلي عمر 35 يوماً مما أدي إلي تدهور الثروة الداجنة بالمزارع وفشلت الأمصال واللقاحات الموجودة بالأسواق في القضاء علي الفيروس. طالب بضرورة إنشاء وزارة خاصة بالانتاج الحيواني للوقوف علي مشاكل هذه الصناعة المهمة التي توفر اللحوم البيضاء.. مشيراً إلي أنه لولا الدواجن البيضاء لوصل سعر كيلو اللحوم الحمراء إلي أكثر من 200 جنيه. قال محمد الشرقاوي "مربي وصاحب شركة أعلاف وأدوية بيطرية ببنها" إن الأمراض الفتاكة المنتشرة بين المزارع يرجع سببها إلي عدم وجود رقابة علي الأدوية مجهولة المصدر بالأسواق.. مشيراً إلي ان قرية "ميت العطار" ببنها الشهيرة بتربية البط هاجمها وباء جديد هو التهاب كبدي وبائي يصيب البط في عمر 5 أيام مما يؤدي إلي نفوق المزرعة بالكامل. قال رفيق أحمد خليل "مربي من قرية ورورة ببنها" ان الحكومة تركت أسعار الدواجن يتحكم فيها تاجر من المنصورة يقوم بتحديد سعر الكيلو يومياً طبقاً لمصالح البعض بعدما أغلقت القليوبية البورصة وحولتها إلي مخبز بلدي. قال محمد عمري "كبير المربين للدواجن بالقليوبية" ان المصلين الموجودين بالأسواق حالياً للفيروس"أي بي أتش 120" و"أي بي بريمر" ضعيفان لا يقضيان علي الوباء الذي يتحور مع شدة البرد فيضطر المربيون للتحصين بهما مما يؤدي إلي شدة النفوق في حين كان موجوداص من قبل مصل "أي بي 88" و"أي بي 91/4" وتم منعهما من الأسواق.. مطالباً الدولة بضرورة التدخل وانقاذ الثروة الداجنة. أضاف: في ظل هذا النفوق الجارف مع انخفاض الحرارة سيقل الدجاج بالمزارع وسوف يشتد الاقبال عليه وسيرتفع أسعاره خاصة بعد ان انخفض سعر الكتكوت إلي 25 قرشاً فقط بعد ان كان يباع بأربعة جنيهات ولا يوجد إقبال عليه خوفاً من النفوق. أوضح ان الدجاج يباع بالمزارع بسعر 12 جنيهاً للكيلو في حين تكلفته الفعلية 11 جنيهاً للكيلو علي الرغم من الاقبال عليه اشتد بسبب احتفالات الأخوة الأقباط بعيد الميلاد. قال د. حسام البركاوي "استشاري أمراض الدواجن بالقليوبية" ان العشوائية في التربية سوف تؤدي إلي تدمير هذه الصناعة لذا يجب علي الدولة الاهتمام بهذه الصناعة وعدم تركها إلي أفراد يديرونها كل حسب خبرته وامكانياته.. مشير إلي ان تلاصق المزارع ساهم في انتشار الوباء كما ان التخلص من الدجاج النافق يتم بطريقة غير علمية مما يؤدي إلي انتشار الفيروس مرة أخري ويجعل جهود الأطباء تذهب هباءً.. لذا يجب علي المربين التوقف عن إلقاء النافق بالترع والرشاح والمساقي لضمان عدم انتشار الفيروس.. كما يجب علي الحكومة التدخل وتفعيل القانون بعدم بناء مزارع جديدة إلا بعد ترك مسافة كيلومتر بين المزرعة والأخري.