لأنها نافذتهم إلي الأمل. لجأ ممثلون عن موظفي وعمال الشركة الوطنية للغاز "ناتجاز" إلي "المساء" من أجل أن تنقل صرختهم إلي المسئولين بعد أن تنكرت الشركة لعطائهم طوال سنوات طويلة وأجبرتهم علي الاستقالة وزجت بهم إلي الشارع ليشردوا دون عمل. ويضطر بعضهم إلي اتخاذ القرار الأصعب بعدم استكمال الابناء للتعليم في مدارسهم الخاصة التي كانوا بها. عدد من موظفي الشركة حلوا ضيوفا علي "المساء".. رووا تفاصيل المأساة. وكيف أن "ناتجاز" فاجأتهم بالاستغناء عن أكثر من 250 موظفاً من بينهم دون وجه حق بحجة عدم الحاجة إليهم. بالرغم من أنهم يمثلون خبرات هامة. وساهموا في تطوير الشركة ليكون الجزاء. اجبارهم علي الاستقالة. في البداية يقول صلاح سيد أحمد: بدأت عمل بالشركة منذ عام 1999 وتفانيت في اتقان العمل ولم يتم توقيع أي جزاءات أو عقوبات من قبل الشركة علي نتيجة تفوقي. وكنت أعمل وفقا "لعقد مفتوح" مع الشركة. لكنني فوجئت في شهر مايو الماضي أثناء عملي بخطاب من الشركة يفيد بأنها لم تعد تحتاج إلي وأنها قامت بفصلي وأجبرتنا علي امضاء استقالات تعسفية مقابل مكافأة. وبذلك فقدت المصدر الوحيد لرزقي ورزق أولادي ولم استطع ايجاد أي فرصة عمل أخري لأن عمري تجاوز 40 عاما. أضاف: توجهنا لوزارة القوي العاملة لعرض تظلمنا وتضررنا لكن سكرتيرة الوزيرة أخبرتنا أن القطاع الخاص ليس من مسئوليات الوزارة.. وأن الوزارة.. وأن القانون لا يجبر صاحب العمل علي الاحتفاظ بالعاملين أو الموظفين في الشركات الخاصة. أضاف: نصحنا ياسر الشربيني المتحدث الرسمي باسم وزارة القوي العاملة بكتابة خطابات نتراجع فيها عن الاستقالات ونقدمها لرئيس مجلس إدارة الشركة لأن القانون يتيح للمستقيل التراجع عن استقالته خلال 15 يوما من تقديمها. فسارعنا بتقديم هذه الخطابات ولكن بلا جدوي. فنرجو من مجلس الوزارء التدخل لحل مشكلتنا وانقاذنا من الضياع. وقال أحمد سيد محمد: قضيت في الشركة 15 عاماً اجتهدت خلالها. وفي عام 2003 وأثناء ذهابي للعمل تعرضت لحادث وأصبت بكسر في الجمجمة وعمي في عيني اليسري وتم تركيب 48 شريحة في رأسي بجوار العين. ومع ذلك لم تقم الشركة بابلاغ التأمينات الاجتماعية بالعاهة المستديمة التي اصابتني. ولم تسوي الشركة معاشا لي. أضاف: واصلت عملي بالشركة رغم اصابتي. لكن في شهر مايو الماضي فوجئت بخبر وقع علي مثل الصاعقة وهو استغناء الشركة عني ضمن أكثر من 250 موظفاً تم فصلهم. والآن اعاني انا وأسرتي من "ضنك الحال" وعدم وجود أي دخل أو مصدر آخر للرزق فأرجو من المسئولين النظر إلينا بعين الرحمة وايجاد حل فوري لمأساتنا. قال عادل السيد وعلاء حسن وعصام عبدالعزيز: نعاني بشدة منذ فصلنا من الشركة حيث تم حذف اسمائنا من كشوفات الحضور والانصراف. وقام افراد الأمن بمنعنا من الدخول واجبارنا علي امضاء استقالات مقابل منحنا بعض المستحقات. لكننا مستعدون لرد هذه المستحقات للشركة ونرجو أن نعود لعملنا بها. أضافوا: لا نجد الآن قوت يومنا. ولم تخصص لنا الشركة معاشات لأن عدد سنوات تأميننا لم تصل إلي 20 عاما. وقد ذهبنا إلي إدارة التأمينات الاجتماعية بهدف شراء باقي سنوات التأمين لكي يتم تخصيص معاشات لنا. لكنها أخبرتنا أن ذلك لا يجوز. أشاروا إلي شعورهم بالظلم والاحباط نتيجة تخلي الشركة واستغنائها عنهم وعن معظم الموظفين أصحاب الكفاءة والخبرة.. وأضافوا أنهم في مايو الماضي سمعوا انباء عن أن الشركة تم بيعها لمستثمر إماراتي وتم فصلهم بعد ذلك مباشرة. أكدوا أنهم لجأوا لوزارة البترول للاستغاثة بها لأن شركتهم تعمل في هذا المجال. كما لجأوا لوزارة القوي العاملة. ولم يتمكنوا من الوصول لأي نتيجة ايجابية. كما قام بعضهم برفع قضايا علي الشركة. لكنها سوف تستغرق سنوات طويلة.. واستغاثوا برئيس الجممهورية ومحلب لمساعدتهم. ومن جانبه قال محمد الباغوري رئيس نقابة العاملين بالشركة الوطنية للغاز: بدأت الشركة بتسريح أكثر من 250 من العاملين والموظفين بها بدون أي سبب أو مبرر سوي أنها لم تعد في حاجة إليهم. وقد توجهنا لرئيس مجلس الإدارة للدفاع عن انفسنا واننا لم نرتكب اخطاء تستدعي فصلنا من الشركة فكان رده "هو كده وان كان عاجبكم". وبذلك تكون الشركة قد استفادت من خبرات عمالها وموظفيها ثم "رمتهم في الشارع". فتحول بعضهم إلي باعة جائلين وفشل البعض الآخر في ايجاد وظيفة.. فنرجو من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء التدخل لتخفيف هذه المأساة. توجهت "المساء" للمهندس مجدي متولي رئيس مجلس إدارة "ناتجاز" للاستفسار عن سبب فصل الموظفين والعمال.. فرفض ذكر السبب قائلا إن هؤلاء المستقيلين حصلوا علي مستحقاتهم من الشركة. وإن الشئون القانونية لديها التفاصيل كاملة.