هناك فريق من السلفيين يُحرم تهنئة إخواننا الأقباط بأعيادهم.. وفريق آخر يحلل ذلك بل وينتج أغنية تهنئهم بالكريسماس ورأس السنة الميلادية وميلاد السيد المسيح عليه السلام بعنوان "نحن أحباء المسيح".. وفريق ثالث وصل بسواد قلبه إلي درجة تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ووصف ذلك بأنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..!!! ما هذا الجهل المركب بالشريعة والفصام الحاد في الشخصية السلفية والتناقض الغريب والمريب في الأفعال والأقوال؟؟.. أو ليس ذلك "الخبل" دليلاً علي أن كل المتطرفين والمتشددين ينهلون من معين واحد لا يمت للدين بأية صلة سوي الشهادتين فقط..؟؟ يا جهابذة العصر أن ديننا الحنيف يقوم أساساً علي الأخلاق والنيات والرحمة وليس علي التكفير وتقطيب الحواجب والتكشير والظهور بسحنة عليها غضب الله.. ألم تقرأوا قول رب العزة واصفاً الرسول الكريم "وإنك لعلي خلق عظيم"؟؟.. أو قوله تعالي فيه أيضاً "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"؟؟.. أو قوله سبحانه عنه كذلك "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم"؟؟.. فماذا تقولون بعد ذلك..؟؟ يا سادة.. ان إخواننا الأقباط من حقهم علينا أن نهنئهم بأعيادهم ففي ذلك مشاعر إنسانية فياضة ورضا وقناعة بالآخر.. فعلي أي أساس إذن يُحرم أغلب السلفيين تهنئة شركائنا في الوطن رغم أن الرسول الكريم ذاته كان دائم التأكيد علي ضرورة معاملة أهل الكتاب بالحسني ويأمر جيوشه بعدم المساس بالكنائس والأديرة والمعابد..؟؟ وليقل لنا حزب النور وياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية وأبو إسحاق الحويني وجه التحريم في أكل اللحوم والحلوي يوم ذكري ميلاد الرسول؟؟.. هل معكم تكليف من المولي لم يعطه للرسول؟؟.. إذا كنتم تعتقدون أن الاحتفال بالمولد بدعة فأولي بكم أن تعيشوا في خيام لا قصور أو فيلات. وأن تركبوا الجمال والحمير وتحرموا علي أنفسكم ركوب السيارات والقطارات لأنها من صنع أهل الكتاب. انني احترم الشيخ محمد حسان وأقدره وأؤيد كلامه عن المولد النبوي.. قال "أتألم عندما أري أن قدر الرسول يتلخص في احتفال الأمة به يوماً في السنة ويتم اختصار محبته في ذلك".. أنه هنا لم يحرم الاحتفال بالمولد.. فكلامه يعني أن الاحتفال لا يجب أن يقتصر علي يوم مولده عليه الصلاة والسلام فقط بل لابد أن يكون علي مدي أيام السنة كلها من خلال التخلق بأخلاق سيدنا محمد. للأسف الشديد.. فإن الغالبية الطاغية من السلفيين هم أجهل الناس بالشريعة الغراء كما وصفهم د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر.. أناس يريدون صبغ حياتنا بالسواد.. يحرمون الحلال وبعضهم يحلل الحرام لنفسه بينه وبين نفسه وأفعال نوابهم في "مجلس الإخوان" مازالت محفورة في الذاكرة.. وإن كانوا ناسيين نفكرهم. الأدهي أن الحويني يطالب التيار السلفي بضرورة توعية الناس بخطورة الاحتفال بالمولد النبوي والذي يصفه بأنه بدعة فاطمية تخالف شرع الله وتقلل من شأن الصحابة.. يا سيد يا محترم.. لا دخل لكم بالتوعية.. ومن أجل هذا وغيره لن تعتلوا أبداً منبر رسول الله. اليوم نحتفل جميعاً بالمولد النبوي حباً في صاحب الذكري العطرة وسنأكل اللحوم والحلوي كما نشاء تحدياً للسلفيين وغيرهم من الداعشيين والقاعديين والإخوان.. ونهنئ من الآن إخواننا الأقباط بذكري ميلاد السيد المسيح عليه السلام التي تحل الأربعاء القادم بإذن الله. أيها السلفيون.. نحن المصريين سنظل في رباط إلي يوم الدين.