ليست الهزيمة فقط هي التي حركت ثورة الجماهير بل لأنها كانت خاتمة لمشوار ربما ليس بالطويل للمدير الفني جاريدو مع الأهلي.. مشوار صعب يقطعه الأهلي بخطوات ثقيلة.. كانت تصيب أحيانا وتحقق الانتصارات.. بل وجاءت ببطولتين ولكنها خطوات خانقة لاتعبر عن تاريخ أو مستقبل الأهلي. فقد فاز الأهلي ببطولتين الأولي السوبر المصري بضربات ترجيحية وبعد ان كانت البطولة في طريقها للرحيل.. والثانية السوبر الافريقي وجاءت بنفس الطريقة. وهناك مباريات فاز فيها في الوقت القاتل مثلما حدث في الدوري أمام المقاولون والنصر.. أو وديا أمام العربي الكويتي.. بينما عجز عن الفوز في خمس مباريات.. خسر اثنتين امام الرجاء والاتحاد.. وتعادل في ثلاث امام الاسماعيلي والاسيوطي ووادي دجلة.. وفاز في ست مباريات ليس من بينها الزمالك وانبي وبتروجت وهي فرق الصدارة في موسم كروي خطير تحتدم فيه المنافسة. المباريات التي خاضها الاهلي كشفت عن نواقص رهيبة في الصفوف وفي كل الخطوط من حارس المرمي لرأس الحربة. من هنا ثار جمهور الاهلي وحدد مطالبه في نقطتين.. الأولي وهي الأهم رحيل جاريدو.. الثانية رحيل بعض النجوم واشراك مجموعة أخري تأثر الفريق بغيابها.. ولكن هذه المطالب تصطدم كالعادة بشعار الأهلي.. لا حساب بالقطعة. أسباب متعددة واذا كنا نتفق مع ادارة الاهلي في عدم الحساب بالقطعة.. فإننا مع الجماهير وغضبها ومطالبها.. ولكن هناك نقاط يجب الا نغفلها تحدد بالفعل لماذا وصل الاهلي لما وصل اليه.. ويمكن تلخيص ذلك في الاسباب العشرة الاتية: * الاصابات .. لايوجد فريق في التاريخ يتعرض لما تعرض له الاهلي من اصابات وبنفس الحجم حيث كان يغيب اللاعب تلو الاخر في فترة ما بين الستة شهور والسنة مثل جدو والسعيد وعبدالفضيل ووليد سليمان وعماد متعب وخيري.. وعندما عادوا غاب عمرو جمال وشريف اكرامي واحمد عادل وباسم علي "للايقاف" والان شريف حازم.. وعلي فترات يغيب سعد سمير وعاشور ونجيب وغالي وتريزيجيه.. وهؤلاء يحتاجون لفترة طويلة حتي يستعيدون قوتهم. * الرحيل .. مثل رحيل الكبار دفعة واحدة أبوتريكه وجمعه وبركات ومعوض وفتحي وربيعة.. وهؤلاء كيان طار بالاهلي وبمنتخب مصر لسنوات في القمة وتعويضهم صعب للغاية في فترة قصيرة مهما كان البديل. * صانعو الفوارق .. وهؤلاء هم الأهم في أي فريق وقد ضم الاهلي رباعياً خطيراً برغم صغر السن ولكنهم كانوا يصنعون الفارق.. وفي مقدمتهم القناص عمرو جمال الذي غيبته الاصابة.. ورأس الحربة ورقة ينفق عليها الجميع الملايين.. وهناك رمضان صبحي وكريم بامبو ويغيبان بقرار تدريبي.. واخيرا تريزيجيه وهو الورقة الباقية.. وهو أمر كشف كيف كان يصنع أبوتريكه وبركات الفارق وقت الازمات. * استبعاد .. ومن جانبه كان قرار الادارة بالاستغناء عن لاعبين دون ايجاد البديل مثل مانجه "الجوكر" والسيد البشبيشي الظهير الأيمن. * تعاقدات .. تجاهل الاهلي حاجته للاعبين مهمين لم يتعاقد معهم مثل لاعب الوسط المدافع علي غرار محمد شوقي او هداف بجانب عمرو جمال بعد ان اطاح برؤوف والسيد حمدي وعدم جاهزية متعب. والاستبعاد مع عدم الدعم كشف الاهلي في توقيتات عديدة وجعله يظهر بصورة مهزوزة في كثير من المباريات. * تراجع.. وشهد الاهلي تراجعا في اداء لاعبين كثر.. فبرغم ان الحارس مسعد عوض امامه مستقبل طيب الا ان خبراته حاليا ليست علي مستوي المرحلة.. كما تراجع مستوي عاشور بعد ان بات وحيدا في هذا المكان.. تراجع مستوي غالي بشكل كبير لايصلح معه اللعب.. مثلما هو الحال مع رحيل.. بجانب غياب المهاجم الهداف الصريح وهو وضح في اهداف الفريق. * مدرب الاحمال.. وهو كارثة حقيقية في الاهلي حيث يتضح من كثرة سقوط اللاعبين وآخرهم باسم وحسين السيد وشريف حازم ان هناك قصورا في الاعداد والتأهيل. * المدير الفني.. وهو نقطة خطيرة لكنه ليس كل النقاط لانه لم يحسن التعامل مع الاوراق الموجودة اما بتغييب بعضها مثل بامبو وصبحي وحسين السيد في البداية.. أو الأكثار من التغييرات مثلما فعل في اخر مباراتين امام الحرس ثم الاتحاد.. فلم يحافظ علي استقرار الفريق الذي فاز به علي الحرس بثلاثية نظيفة.. واحيانا تكون تغييراته ليست علي قدر الاحداث.. وكثيرا ما نجد أنه لايزال يختبر الفريق ويجرب خططه وافكاره. الحكام.. تعرض الاهلي لظلم تحكيمي هذا الموسم بقصد او بغير قصد مثلما حدث مع فرق كثيرة.. ولكن هذه الاخطاء عندما تأتي في ظروف حرجة تكون عظيمة مثلما هو الحال مع التوفيق الذي يغيب أحيانا. * الجماهير.. لاشك ان الاهلي الذي يستمد روحه القتالية من جماهيره تأثر كثيرا بغياب الجماهير وسلاحه الاقوي وقت الشدائد. * الاستسهال .. فيبدو ان المدرب والادارة استسهلوا فكرة تراجع النتائج وكأنها عادية فلم يعد الاهلي باحثا عن الارقام القياسية ولكن عدم الخسارة أولا ثم الفوز ثانيا. وبرغم هذه النواقص الا ان جماهير الاهلي تعلم ان الدرع لن يكون بعيدا عنها لان التاريخ يرصد الكثير من هذه المواقف التي تفوق عليها الاهلي وصعد علي انقاضها الي القمة.. والاهلي بكل ظروفه ونتائجه ليس بعيدا عن المقدمة.. وعندما يستعيد كل اوراقه سيكون المنافس الاول علي اللقب.. ومن يرجع للنتائج في بداية الموسم الماضي سيكتشف كم كانت سيئة وهزمها الاهلي وفاز باللقب.