ما تردد خلال الساعات الماضية عن نية د. يوسف بطرس غالي وزير المالية السابق التنازل عن الجنسية المصرية بناء علي نصائح أصدقائه ومستشاريه القانونيين.. يؤكد صحة ما سبق أن ذكرناه وطالبنا به من عدم تولي مزدوجي الجنسية اية مواقع قيادية حساسة أو نيابية.. ابتداء من عضوية البرلمان وصعودا إلي الوزارة ورئاسة الدولة. كم صرخنا حتي بحت أصواتنا. وكم تساءلنا بوضوح وبلا مواربة عن البلد الذي سيكون ولاؤه إليه مزدوج الجنسية إذا ما كان هناك أمر يخص مصر والدولة الأخري التي يحمل جنسيتها خاصة ان الولاء كل لا يتجزأ.. ولكن ذهبت صرخاتنا ادراج الرياج.. ولم يجبنا أحد علي تساؤلنا. صحيح.. لم نتطرق إلي الظروف التي يمر بها غالي وأشباهه الآن من هروب ومطاردات للانتربول وإدانة.. لكننا كنا نتحدث في المطلق وبشكل منطقي وواقعي وضربنا مثالين بمن يحرمهم القانون من ازدواج الجنسية أو حتي الزواج من أجنبية وهما ضباط الجيش والدبلوماسيون.. وتساءلنا: فما بالك برئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو الوزير أو النائب وكلهم يمكن أن يقروا اتفاقيات مع دول أخري ربما يكون أحدهم متجنسا بجنسية احداها.. فلمن سيكون الولاء؟ وغالي.. كان وزيرا ونائبا في البرلمان.. وبالتالي فإن كارثته مزدوجة. *** ان وصول مزدوجي الجنسية للوزارة كان وبالا علي مصر أثناء وجودهم في الحكومة وبعدها.. وها هي النتائج تتوالي. غالي.. نهب أموال الدولة وأصحاب المعاشات وخرب الاقتصاد وخنق الناس بالضرائب ورفع الأسعار عشوائيا وعالج عينيه بآلاف الدولارات بالخارج علي حساب المعدمين والفقراء.. وهو كلام معروف وسبق أن قلناه كثيرا عنه وهو مازال عضوا في عصابة نظيف حتي لا يخرج علينا "مستثور" وما أكثر هؤلاء ويدعي اننا كنا من المدافعين عن هذه العصابة. غالي الآن الذي هرب بجرائمه التي عرفناها وهو في الحكم أو بعد الثورة يفكر ويقيني انه سيفعل في التنازل عن جنسيته المصرية والاحتفاظ بالجنسية الأمريكية التي ستجعله يهرب من القضاء المصري وتسقط عنه كل التهم الموجهة إليه وتمنع ملاحقته أو القبض عليه من الانتربول وتسليمه لمصر.. ليصبح "مستر" غالي طليقا وبعيدا عن أيدي العدالة.. ينعم بالثروة التي جمعها من دم الشعب المصري! *** انه نفس اسلوب كل رجال العصابات وفي مقدمتهم حسين سالم الذي أفرج عنه القضاء الاسباني أمس لأنه يحمل الجنسية الاسبانية.. ومن المؤكد انه سيتنازل عن جنسيته المصرية ليهرب هو الآخر من القضاء والملاحقة والتسليم ويهنأ بغنيمته بعد أن عاث في الأرض فسادا وافسادا. لكن.. ليعلم هذا وذاك وغيرهما.. ان من صفات المولي تعالي "العدل" وانه اذا كان غفورا رحيما فإنه أيضا شديد العقاب. ومهما تلون "الخبثاء" أو بدلوا ثيابهم أو مكروا أو ظنوا انهم محصنون وفي مأمن.. فلابد أن يأتي يوم ويدفعوا فيه الفاتورة كاملة غير منقوصة. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.. ولا يحيق المكر السييء إلا بأهله. ولله الأمر.. من قبل ومن بعد.