الفنان عمرو سعد نال حظاً وافراً من الشهرة والنجاح سواء في التليفزيون أو السينما وحقق شعبية كبيرة خاصة بعد الثلاثية الناجحة التي قدمها مع المخرج خالد يوسف. أبرزها كان دوره في "حين ميسرة" ثم "دكان شحاتة" هذا العمل الذي أدخله بقوة عالم الدراما التليفزيونية في أولي بطولاته في مسلسل "مملكة الجبل" ثم العمل الناجح "شارع عبدالعزيز" ويستعد الآن لاستئناف تصوير مسلسل "بشر مثلكم" المؤجل من العام الماضي. عاد عمرو بعد غياب أربع سنوات إلي السينما بفيلم "حديد" من إنتاج وإخراج محمد السبكي الذي يمارس فيه الإخراج علناً لأول مرة وجعل من رفض النقابة التصريح له بالإخراج قضية حريات علي شاشة السينما. حيث أعلن بوضوح في تتر البداية والنهاية أنه مخرج الفيلم. وقدم الشكر لضيف الشرف المخرج أحمد البدري وهو المخرج الفعل للفيلم أمام النقابة الذي قبل أن يلعب دور الوسيط بين النقابة والسبكي. "المساء" أجرت حواراً مع الفنان عمرو سعد وسألناه: ** ما سر ابتعادك عن السينما طوال السنوات الأربع الماضية؟ * هذه الفترة كانت من أصعب الفترات التي مرت علي السينما بشكل عام وأنا لم أكن راضياً عن الأفلام التي كانت تعرض عليَّ والتي كان معظمها متدني المستوي ففضلت الابتعاد عن السينما والاتجاه إلي الدراما التليفزيونية بشكل مؤقت وها أنا الآن أعود إلي بيتي السينما. ** ماذا عن الشخصية التي تجسدها في هذا الفيلم؟ * الفيلم يتحدث عن الحرية وأجسد فيه شخصيتين متناقضتين تماماً إحداهما رومانسي يصاب بعاهة في عينه فيتعرض للظلم وتخيره الظروف المحيطة به أن يكون عنيفاً أو صبوراً أو ظالماً ويظهر مكنون هذه الشخصية المركبة عندما يقول له أحد أبطال الفيلم محمود جمعة "أنت عصبك ناشف زي الحديد" فيرد قائلاً "الحديد بيتعمل منه الطيارة والأبرة والدواء" وتلك الجملة تعني أن الإنسان هو الذي يصنع الحرية بيده ويختار الطريق الذي يسير عليه وأعتقد أن هذه الجملة من أهم الرسائل التي يحاول الفيلم توصيلها للجمهور. ** ما هي القضية التي يناقشها الفيلم؟ * الفيلم يتحدث عن النفس البشرية والظروف والعوامل البيئية التي يؤثر فيها بالسلب أو بالإيجاب فهذه القضية تشغلني منذ ثلاث سنوات وكيف ننتقد أنفسنا وأن نقف علي مشكلاتنا النفسية في محاولة لحلها وأهم تلك المشكلات هي الاختيار فالإنسان قد يخرج من مجتمع سيئ ويستطيع أن يكون إنساناً مثالثاً يفيد المجتمع. ** هل أجريت عملية جراحية في عينك حتي تظهر بعاهة؟ * ليست عملية بالشكل الخطير فهي عدسة لاسقة جيدة التقنية من أمريكا بحوالي 20 ألف دولار وكان يلزم ألا ألبسها لفترة طويلة وعلي الرغم من ذلك سببت لي التهابات حادة في العين وفي حالة الاستمرار من المقرر أن أجري عملية جراحية بسيطة إذا لزم الأمر. ** هناك بعض المشاهد الخاصة بالشرطة وبمأمور القسم حذفت فهل هذا صحيح؟ * بالفعل نحن الذين قصدنا حذف هذه المشاهد لأن شخصيات الفيلم الأربع الرئيسية تواجه المأمور في عدة مواقف في ابراز دور الشرطة في المجتمع المصري وبعيداً عن كون رجال الشرطة عادلين أو ظالمين فإننا لا نستطيع أن ننكر أهمية وجود الشرطة في الشارع خاصة في ظل الظروف التي عشناها في السنوات الثلاث الماضية. ** بعض مشاهد الفيلم تبرز وجود مخدرات كثيرة داخل السجن فهل هذا واقع أم أنها رسالة معينة؟ * أنا ضد أن تشاهد الأفلام السينمائية بهذه النظرة الواقعية فلابد للمشاهد أن يعمل عقله في إطار منظوره الشخصي ليحلل ذلك المشهد التخيلي الذي نقدمه ونحن في الفيلم ننتصر لبعض القيم الإنسانية ونقدم رسالة فلسفية عميقة. ** هل لديك شروط معينة في اختيار الجهة الإنتاجية التي تعمل معها؟ * أنا كفنان أعمل مع أي جهة إنتاجية توفر لي احتياجات الفيلم وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون أفضل فيلم قدمته في السينما. ** تتعاون للمرة الأولي مع محمد السبكي كمخرج ومنتج؟ * سعدت جداً بهذا التعاون خاصة أن السبكي بذل مجهوداً كبيراً ولم ينل حقه أن يكتب اسمه كمخرج العمل. وأتوجه بالشكر للمخرج أحمد البدري فضلاً عن أن السبكي لم ولن يبخل علي الفيلم من الناحية الإنتاجية في الوقت الذي يقلص فيه المنتجون من التكلفة. ومن هنا أتوجه بالتحية إلي عائلة السبكي التي كانت سبباً في استمرار السينما في هذه الأوقات الحرجة. ** هل تري أن تواجدك في عمل سينمائي في هذا التوقيت مناسب؟ * نحن جميعاً كفنانين نعمل من أجل الجمهور الذي يصنع نجوميتنا وأنا أدعو كل الفنانين لأن يشاركوا بفنهم في أعمال تخدم المرحلة الحالية بأن هناك من أضاع عمره فداء لهذا البلد وتواجد صناعة السينما بكثافة في الفترة الحالية أكبر دليل علي تقدم مصر وسيرها في الطريق الصحيح. ** وماذا عن تبرعك عن أجرك في الفيلم لصندوق دعم مصر؟ * هذا واجب وطني وبالفعل أتخذت قراراً بأنني سوف أتبرع بجزء من أجري في أي عمل سواء كان سينمائياً أو درامياً لدعم مصر بل وادعو جميع الزملاء أن يفعلوا ذلك لأن ذلك واجب وطني علينا جميعاً. ** مسلسل "بشر مثلكم".. ماذا عنه؟ * من المقرر أن نستأنف تصويره خلال الفترة القادمة بعد توقفه بسبب الجزء الثاني من مسلسل "شارع عبدالعزيز" وليست لأسباب سياسية ولاسيما وأن قصة المسلسل تدور حول إمام مسجد بأحد الأحياء الشعبية ويظهر للآخرين وكأنه شخص عادي لا يختلف عن سائر الناس ولكن لديه بعض التصرفات ووجهات النظر المختلفة تدور حولها أحداث العمل. ** إلي أين وصلت الأزمة بينك وبين نقابة السينمائيين؟ * الحمد لله.. لا توجد أزمة مع النقابة بعد البيان الذي صدر من نقابة السينمائيين مؤكدة مسئولياتها كمؤسسة سينمائية لها تاريخ عريق تتعامل بالأسلوب الراقي مع الجميع وموضحة في البيان أن هناك شخصاً ما يريد تشويه العلاقة بيني وبين النقابة. ** يتردد أن الراقصة صوفيا التي أدعت زواجك العرفي منها وراء ذلك؟ * لا أعتقد ذلك فهي ليس لها علاقة نهائياً بنقابة السينمائيين ولا أعلم حتي الآن من الذي وراء توتر العلاقة بيني وبين النقابة.