* يسأل محمد علي من الاسكندرية: ما حكم من يسب والديه.. أو يتطاول عليهما؟ خصوصا وقد سادت الاخلاق وانتشر السباب في أيامنا هذه؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد وكيل معهد المدينةالمنورةبالاسكندرية: إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه وذلك كما جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - قال: رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن من اكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه "رواه التجاري ومسلم وأبوداود الترمذي ومن هذا الحديث الشريف نعلم ان الكبائر متفاوته بعضها أكبر من بعض. وإنما كان السب والشتم واللعن من الكبائر لانها نوع من العقوق وهو الاساءة في مقابل الاحسان والاصل في ذلك الحديث الشريف قول الحق تبارك وتعالي "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم.. ويقول الحق سبحانة "ووصينا الانسان بوالديه حسناً". * يسأل كمال المنوفي صاحب مطعم بأرض اللواء: هل اجتهد الصحابة في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم؟ وإذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد سمح لهم بالاجتهاد في حياته. فكيف كان اجتهادهم؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالازهر: كان أصحاب الرسول الله صلي الله عليه وسلم يجتهدون في النوازل. يقيسون بعض الاحكام علي بعض. ويعتبرون النظير بنظيره. وقد اجتهد الصحابة في زمن النبي صلي الله عليه وسلم في كثير من الاحكام ولم يعنفهم. كما أمرهم يوم الاحزاب أن يصلوا العصر في بني قريظة. فاجتهد بعضهم وصلاها في الطريق. وقال: لم يرد منا التأخير. وإنما أراد سرعة النهوض. فنظروا إلي المعني. واجتهد آخرون وأخروها إلي بني قريظة فصلوها ليلاً. نظروا إلي اللفظ وهؤلاء سلف أهل الظاهر وهؤلاء سلف أصحاب المعاني والقياس. واجتهد سعد بن معاذ في بني قريظة وحكم فيهم باجتهاده. فصوبة النبي صلي الله عليه وسلم قال: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات. واجتهد الصحابيان اللذان خرجا في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فصلياً ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما ولم يعد الآخر. فصوبهما النبي صلي الله عليه وسلم. قال للذي لم يعد: "أصبت السنة. وأجزاتك صلاتك" وقال للآخر: "لك الأجر مرتين". ولما قاس مجزز المدلجي وقاف وحكم بقياسه وقيادته علي أن إقدام زيد وأسامة ابنه بعضها من بعض سر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي برقت أسارير وجهة من صحة هذا القياس وموافقته للحق. وكان زيد أبيض وابنه أسامة أسود. فألحق هذا القائف الفرع بنظيره وأصله وألغي وصف السواد والبياض لا تأثير له في الحكم. وقال أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- في الكلالة: أقول فيها برأيي. فإن يكن صواباً فمن الله. وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان. أراه ما خلا الوالد والولد. ولما استخلف عمر قال إني لاستحيي من الله أن أرد شيئا قاله أبو بكر وقال الشعبي عن شريح قال: قال لي عمر: أقض بما استبان لك من كتاب الله. فإن لم تعلم كل كتاب الله فاقض بما استبان لك من قضاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فإن لم تعلم كل أقضية رسول الله صلي الله عليه وسلم فاقض بما استبان لك من أئمة المهتدين. فإن لم تعلم كل ما قضت به أئمة المهتدين فاجتهد رأيك واستشر أهل العلم والصلاح. ولا يكون لأحد أن يجتهد في الحكم حتي يكون عالماً بكتاب الله. وعلومه. وبما مضي قبله من السنن. وأقاويل السلف. واجماع أهل الحل والعقد. واختلاف العلماء ولسان العرب ويكون صحيح العقل ليفرق بين المشتبهات ولا يعجل ولا يمتنع من الاستماع ممن خالفه.