لقبت ب"سمراء النيل" وقدمت أعمالا سينمائية عديدة مع كبار النجوم حيث تعتبر من أكثر الفنانات اللاتي مثلن أمام نجوم الغناء في الوطن العربي كالفنان عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزي واحتلت بطولة ما يقرب من 100 فيلم.. انها الفنانة الكبيرة مديحة يسري. ساهمت الفنانة مديحة يسري في إنتاج عدد من الأفلام سواء من خلال شركة أفلام زوجها الأول الملحن محمد أمين أو أفلام محمد فوزي أو المؤسسة العربية للإنتاج السينمائي أو من أفلام مديحة يسري التي حملت اسمها. سعت دائما "سمراء النيل" للحفاظ علي صناعة السينما المصرية إما عن طريق الإنتاج أو من خلال مشاركتها بأدوار مختلفة خلف الكاميرا.. تحدثت "المساء" مع الفنانة الكبيرة وأجرت معها حوارا حول حالتها الصحية الأخيرة والحديث عن ذكرياتها الفنية والعائلية بالاضافة لتعليقها علي المشهد السياسي الحالي. مراحل المرض والعلاج بدأت "سمراء النيل" حديثها بطمأنة جمهورها علي صحتها حيث قالت: الحمد لله صحتي في تحسن حيث أعكف علي العلاج الطبيعي يوما بعد يوم نظرا لإصابتي بكسر في الساق نتيجة انزلاقي في المنزل. أضافت: سافرت إلي ألمانيا للعلاج وكان من المفترض أن يتم إجراء جراحة لي ولكن الطبيب الخاص بي رفض لأنها عملية كبيرة جدا وستأخذ ساعات طويلة وحالتي الصحية لن تتحمل كل أوجاعها لذلك فضلت أن أدخل في مرحلة العلاج الطبيعي دون الحركة نهائيا حيث انني لم أستطع الخروج من حجرتي. أشارت إلي أنها تقضي يومها ما بين متابعة الأحداث السياسية في التليفزيون ومشاهدة الأفلام القديمة أو متابعة الجرائد لمواكبة الأحداث بالاضافة لاستقبالها بعض الزيارات الخاصة من أصدقائها. تواصل الأصدقاء وبسؤالها عن أقرب صديقاتها والذين علي تواصل دائم معها قالت: أتلقي اتصالات من أغلب الوسط الفني ولكن أكثرهن نبيلة عبيد وميرفت أمين ويسرا ولبلبة وسميحة أيوب فهن لسن زميلات فقط بل صديقات وعشرة عمري وبيننا زيارات ومواقف عديدة خاصة في احتفالات أعياد الميلاد. أما عن أفلامها فقالت: أحب مشاهدة كل أفلامي "مفيش فيلم ليا ميتشافش" حيث ان كل عمل قدمته يحتوي علي ثقافة ورسالة وتعليم لأن جميعها هادفة مشيرة إلي أنها تفضل فيلم "الخطايا" من بين جميع أعمالها لما له من ذكريات عديدة لديها. أضافت: اعتبر فيلم "الخطايا" نقطة تحول في مسيرتي الفنية حيث حقق نجاحا كبيرا في صالات السينما وتخطت فترة عرضه جميع الأعمال المعروضة وقتها مؤكدة حبها لعبدالحليم حافظ وعماد حمدي حيث يعتبران أحد الأسباب التي شجعتها علي خوض التجربة في الفيلم وأيضا سبب مشاهدتها المستمرة له. "الخطايا" .. وأدوار الأمومة وعن علاقتها بالعندليب عبدالحليم حافظ وكواليس "الخطايا" قالت: الأمومة الموجودة بهذا الفيلم كانت رائعة فأنا كنت أشعر أن عبدالحليم وحسن يوسف أولادي بالفعل وهما كانا يتعاملان معي بهذه الطريقة وينادياني "ماما مديحة". أما عن اشتهارها بأدوار الأم في أعمالها الفنية فقالت: منذ دخولي الوسط الفني وأنا لدي هدف أسعي من خلاله وهو تقديم أدوار إيجابية وهادفة وبناءة للجمهور ورفضت تقديم أدوار "الإغراء" عندما عرض علي الكثير منه في الخمسينيات والستينيات لأنني ضد الإغراء المبتذل الذي يتم تقدميه الآن كما انه ليس مناسبا لي. ذكريات .. لا تنسي وبالنسبة لأبرز أعمالها التي تتذكرها وتفضلها قالت: لا أنسي فيلم "أرض الأحلام" وتصويرنا للمشاهد في أسوان والأقصر وفيلم "وفاء" الذي قمت بتأليفه حيث يتناول علاقة الحب بين الزوج وزوجته ومساعدتها له في مرضه بطرق مختلفة حتي لا تجرحه وهناك العديد من أفلامي الهادفة ذات معني. وبسؤالها عن أن معظم الأفلام التي تذكرتها كان الفنان عماد حمدي بطلا معها فقالت: الفنان عماد حمدي كنت اعتبره شقيقي حيث كنا قريبين من بعضنا نظرا لأنه كان يقيم في نفس العقار الذي أسكن فيه وكنت دائما أتابع حالته الصحية وأنقذته أكثر من مرة في أزماته الطارئة التي كان يتعرض لها. الإنتاج .. ومناصرة المرأة أما عن دخولها مجال الإنتاج السينمائي ومناصرتها قضايا المرأة قالت "سمراء النيل": عندما كنت أعجب بقصة فيلم معين كنت أشعر بالحماس لإنتاجه وتوثيقه وكانت البداية مع فيلم "الأفوكاتو مديحة" حيث اعتمدت هذه المرحلة علي قضايا المرأة وحقوقها حيث كان الاهتمام بالمرأة موضع جدل كبير. أشارت إلي فيلم "صغيرة علي الحب" حيث كانت وقتها مديحة يسري مسئولة عن الإنتاج بمؤسسة السينما وتوقعت نجاح الفيلم بهذه الطريقة المبهرة ووصفت سعاد حسني قائلة: كانت سعاد ممثلة موهوبة ولها جمهورها ونجحت في تجسيد الفيلم والتعبير عن الأحداث التي كانت مكتوبة ببراعة شديدة. السينما .. والسياسة وعن رأيها في السينما الحالية قالت: للأسف لا أشاهد الأفلام الجديدة ولم يلفت نظري أي عمل لأني غير متابعة جيدة للسوق السينمائي في الفترة الحالية وما يشغلني هو حال البلد والأوضاع السياسية بعد "الكابوس" الذي مررنا به طوال الفترات الماضية. وبسؤالها عن رأيها في مشروع "قناة السويس الجديد" قالت: هذا المشروع له أكثر من فائدة منها انه سيساعد الشباب في ايجاد فرص عمل جديدة بعدما كانوا يعانون من مشكلة "البطالة" كما انه يساعد في تحقيق نهضة اقتصادية لمصر وكل ذلك تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحبه الشعب ويقدره سينجح في مهامه. الاعتزال وعن امكانية العودة للتمثيل مرة أخري قالت: تلقيت بالفعل عروضا عديدة عقب قرار اعتزالي ولكني تمسكت بقراري حيث انني لم أجد ما يضيف لرصيدي الفني ومسيرتي الطويلة وبالتالي لن أقدم عملا ينقص من مكانتي لذلك فضلت أن اعتزل واحتفظ بتاريخي وبأدواري المهمة. اختتمت حديثها قائلة: أشعر بالسعادة عندما أتذكر مسيرتي الحافلة بأعمال ولا أخجل منها وجميعها هادفة وبها رسائل للجمهور حيث أمضيت طوال عمري مشغولة بالتصوير والعمل السينمائي وحصدت العديد من الجوائز التي تعتبر تكريما كبيرا لي.