البحيرات المصرية تتعرض لحرب شرسة سواء من التلوث أو التعدي المستمر من المخالفين.. بحيرات المنزلة والبرلس ومريوط وإدكو تم الاستيلاء علي مساحات كبيرة منها قد تصل إلي ربع المساحة الكلية.. كما أدت عمليات التلوث بها والناتجة عن مخلفات المصانع إلي خسائر كبيرة ونفوق الأسماك بخلاف الصيد الجائر الذي يحدث بعيداً عن عيون المسئولين.. الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر توجيهات بتطوير وإعادة تأهيل البحيرات المصرية.. و"المساء" فتحت هذا الملف لمعرفة أهم الحلول لمواجهة الخسائر الفادحة التي تجري في البحيرات المصرية. خبراء الزراعة والثروة السمكية أكدوا ان البحيرات المصرية تتعرض للتلوث منذ سنوات فلا توجد رقابة من الدولة علي عمليات الصرف الصحي التي تحدث داخل هذه البحيرات.. حيث ان مصارف محافظاتالشرقية والغربية والدقهلية تصب في بحيرة المنزلة بواقع 7 مليارات متر مكعب. طالب الخبراء بتفعيل القوانين ومنع صرف المخلفات وإنشاء محطات صرف صحي عملاقة للقضاء علي هذه الظاهرة.. واستمرار الحملات الأمنية المكثفة للقضاء علي ظاهرة اختباء المجرمين والمطاريد والمحكوم عليهم في زراعات هذه البحيرات. * د. يوسف العبد دكتوراه في أمراض تغذية الأسماك بمديرية الطب البيطري بكفر الشيخ ومركز بحوث الأسماك يؤكد علي أهمية بحيرة المنزلة والبحيرات الأخري علي مستوي الجمهورية لوجود أصناف عالية القيمة من الأسماك من "الدنيس" و"القاروص" لكن التلوث الشديد الذي أصاب هذه البحيرات كان له تأثير كبير علي انتاجية هذه البحيرات. يضيف: ان الملوثات التي تتعرض لها هذه البحيرات متعددة منها التلوث الناتج عن الصرف الصناعي الذي يحتوي علي مواد كيماوية لها تأثير كبير علي الأسماك وهذا نتيجة لوجود بعض مصانع الأسمنت والكيماويات في المنطقة الصناعية بدمياط.. منوهاً إلي انخفاض معدلات النمو والخصوبة للأسماك الموجودة والجودة أيضاً بسبب الصرف الزراعي. أشار د. العبد إلي التغيرات المناخية التي تتعرض لها مصر سواء ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف بمعدلات غير طبيعية والتي لها تأثير كبير علي حياة الأسماك والتكاثر ويؤثر أيضا علي المقاومة البيولوجية للأسماك.. وانخفاض درجات الحرارة أيضا يؤثر علي الأسماك وتتعرض مصر لموجات برد شديدة منذ عامين وكان هناك نفوق عالي للأسماك بسبب هذا الطقس وسيحدث نفوق شديد كل عام للأسماك إذا استمرت درجات الحرارة في الانخفاض. طالب د. العبد بإزالة التعديات علي البحيرات لانها تؤثر علي مساحة البحيرات بصورة كبيرة حيث كانت المساحة تفوق 550 ألف فدان أصبحت 260 ألف فدان تقريباً وأيضا تفعيل قانون البيئة وتجريم صرف المنتجات الصناعية علي البحيرات مثل مصنع "موبكو" في دمياط و"بنجر السكر" في كفر الشيخ. أضاف: انه نتيجة لهذه الملوثات منع الاتحاد الأوروبي شراء الأسماك من مصر إلا أن بعض المزارع السمكية نجحت في تطوير نفسها واستزراع سلالات ذات جودة عالية مع تزويدها بمصادر جيدة للمياه في كفر الشيخ "بلطيم" و"الرياض" وتم رفع الحظر منذ العام الماضي وتم تصدير "البلطي" و"البوري" و"الطوبار". * يقول الدكتور أحمد حمزة استشاري استزراع وجودة الأسماك: إن البحيرات الشمالية من أكثر البحيرات التي تتعرض للملوثات سواء صرف صناعي أو زراعي بالإضافة إلي ارتفاع نسبة "الأمونيا" في البحيرات الذي يؤدي إلي نفوق الأسماك وتعرضها للأمراض. أضاف: ان البحيرات ثروة قومية يجب الاهتمام بها لأن نظافتها لها نتيجة غير مباشرة بالنسبة لسلامة وصحة الإنسان هذا بالإضافة إلي تحقيق إنتاجية عالية من الأسماك.. منوهاً إلي ان المزارع السمكية نشاط مهم جدا ومصر رقم "7" علي العالم في انتاج الأسماك وهو من القطاعات سريعة النمو. * الدكتور إسماعيل يوسف محمد مدير قطاع الماشية والاستزراع المائي بشركة الدقهلية للدواجن يؤكد ان الأسماك تستعمل الماء ولا تستهلكه وبالتالي لا تؤثر عملية الاستزراع السمكي علي كمية الماء.. والمخلفات الناتجة يمكن استخدامها كمخصبات تفيد التربة الزراعية. أضاف: ان الأحواض التي تزرع بها الأسماك تعاني من التلوث من بداية الحوض من المتبع ان التلوث يظهر في النهاية بسبب وجود مخرجات الأسماك وخلافه.. لكن ظهور التلوث مع بداية الأحواض دليل علي ان المشكلة مع المياه ويظهر ذلك بوضوح في بحيرات المنزلة وكفر الشيخ والفيوم. أشار د. يوسفإلي أن مصر من أهم الدول التي تصدر السمك البلطي أو كما يطلق عليها "السمكة الملكة" لأنها تستطيع أن تعيش في أقسي الظروف وهي موجودة في نهر النيل وأضيق قنوات الري وعلي سبيل المثال مع ري محصول الأرز. أضاف: ان الأعلاف التي تتغذي عليها الأسماك ملوث أيضا قد تكون نتيجة لسوء التخزين مما يؤدي إلي انخفاض حاد في مناعة الأسماك لذلك لابد من تطبيق شروط معينة في عملية التخزين. * الدكتور أشرف سلومة أستاذ مساعد لانتاج وتغذية الأسماك بكلية الزراعة جامعة القاهرة قال: إن بحيرة المنزلة تعتبر من أسوأ البحيرات في مصر بسبب كمية الصرف الصحي والزراعي التي تصب فيها.. منوهاً إلي أن مصارف محافظاتالشرقية والغربية والدقهلية تصب في بحيرة المنزلة. أضاف: انه بسبب منع الدولة لاقامة "الطرنشات" قام الأهالي بعمل مواسير متجهة إلي أقرب مصرف فيما يقرب من 7 مليارات متر مكعب من الصرف الصحي الزراعي والصناعي يصب داخل البحيرة. ونتج عن ذلك والكلام علي لسان د. سلومة ان توقفت كل دول العالم عن استيراد الأسماك من بحيرة المنزلة بينما لم يصل الخطرلبحيرة البردويل في سيناء لانها بعيدة عن هذه الملوثات.. منوهاً إلي أن التعديات التي حدثت علي البحيرات أيضا من المواطنين كان لها تأثير كبير حيث تم ردم أجزاء كبيرة منها بلغت أكثر من ربع مساحتها بالإضافة لعمليات التهريب واختفاء معتادي الاجرام والقتل في بحيرة المنزلة.