رغم الأهمية التاريخية لمنطقة كوم الناضورة الأثرية بغرب الإسكندرية لما بها من دلالات شاهدة علي العصور المختلفة منها فبها مقابر بعض الصحابة كما أنها شهدت اقامة برج مراقبة لحركة السفن الملاحية بالإسكندرية كما استغلها جنود الحملة الفرنسية لضرب مدينة الإسكندرية بالمدافع من أعلاها إلا أنها في حالة يرثي لها من الاهمال ومشاكل بالجملة تمنع استقبالها للزوار. قال عبدالقادر أحمد عبدالقادر مدير عام آثار غرب الإسكندرية ان منطقة آثار كوم الناضورة تعرضت للتعدي علي الحرم الخاص بها عقب اندلاع ثورة 25 يناير وتحولت بعض أراضي المنطقة الأثرية إلي أبراج سكنية ومجموعة من حظائر الحيوانات والخيول والمواشي والأغنام لافتاً إلي أن الحي أصدر أحد عشر قراراً لإزالة التعديات بالمنطقة ولم ينفذ منهما سوي قرار واحد فقط. فجر مدير عام آثار غرب الإسكندرية قنبلة من العيار الثقيل حينما أكد أنه من ضمن اسباب غلق المنطقة الأثرية وعدم استقبالها للسياح أو ادراجها للخريطة السياحية بالمحافظة وجود مجموعة من مسابك المعادن بجوار المنطقة الأثرية التي تصدر أدخنه ضارة بالبيئة وذلك علي الرغم من صدور قراره بالإزالة لمنطقة المسابك منذ عام 1998 ولكنه مازال حبيس الإدراج حتي الآن ولم يتحرك مسئول لتفعيله أو تنفيذه. اضاف عبدالقادر أن منطقة كوم الناضورة لها ثقل أثري كبير بالإسكندرية وذلك لارتباطها بالفترات التاريخية المختلفة ويرجع سبب تسميتها إلي الكوم بكونها تشبه التل الترابي أؤ الهرمي والناضورة ترجع إلي كلمة "النظر" أو الرؤية لانها كانت تكشف جميع حدود المدينة من الأعلي. موضحاً أن المنطقة ترتفع عن سطح البحر بنحو 52 متراً بالاضافة إلي تميزها بوجود مرصد "محمد علي" الملاحي لمراقبة حركة السفن بالميناءالشرقية الذي يعد أول مرصد ملاحي بالإسكندرية وبعد تحويل استقبال السفن للميناء الغربي تم انشاء برج المراقبة الحالي عام 1926 وبارتفاع 24 متراً. اكد عبدالقادر أن المنطقة تزيد مساحتها علي الستة أفدنة وكانت تستخدم في عصر الدولة الإسلامية كمقابر ودفن بها العديد من الصحابة منهم حافظ السلفي ووعلة السبئي وبعد نهاية العصر الإسلامي تم استغلال المنطقة لتراكم المخلفات من بقايا المنازل المهمدة والقاء نتائج الحفر التي تتم بالمدينة سابقاً حتي اختفت المقابر وتحولت المنطقة إلي ما يشبه التل مما تسبب في استغلال جنود الحملة الفرنسية له لضرب المدينة بعد تثبيت المدافع فوقها وانشأوا عليها طبية أطلق عليها طبية "كفاريلي" نسبة للقائد الذي كان يقود جنود المدافع بالحملة. خلال فترة الاحتلال الانجليزي قاموا ببناء مكتب لمحافظ حركة الميناء ومتابعة التجارة والملاحة منه كما قاموا بإنشاء برج حديدي رفيع أطلق عليه "برج الزوال" ومعلق به كرة حديدية ضخمة بواسطة سلسلة حديدية ويوجد أسفلها صحن حديدي صغير كان يتم وضع به كمية من البارود ومع ترك السلسلة الحديدية تسقط الكرة وتحدث صوتاً عالياً يكون علامة للأفراد بمواقيت الصلاة ومواعيد الإفطار والسحور بشهر رمضان كما تم ربط البرج بمرصد حلوان عن طريق التليغراف بالاضافة إلي تزويد التل بصهريج كبير لتخزين المياه العذبة به واستخدامها في أغراض الشرب والطهي للعاملين به في الماضي. طالب عبدالقادر بضرورة العمل علي فتح المنطقة للزيارة لما لها من أهمية أثرية وما ستدره من دخل خاصة وأن المنطقة لا تحتاج إلي صيانة أثرية أو ترميمات ولكن كل ما تحتاجه هو إزالة التعديات المحيطة للمنطقة وتوفير المقاعد والمظلات بها لخدمة الزوار.