في هذه الأيام تتعالي دعوات الفتنة التي تستهدف نشر التطرف بمختلف الادعاءات في محاولة لشق وحدة الصف وتدمير العلاقات التي تربط بين أبناء المجتمع بكل فئاته. إنها دعوات خبيثة لزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضي وتذكرنا هذه الأفكار الشيطانية التي تتردد في الساحة بما كان يجري خلال فترة الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بان أبي سفيان عقب مقتل عثمان بن عفان وانطلاق الخوارج بآرائهم التي تثير القلق والاضطراب وارتكاب جرائم القتل. وللأسف فإن دعوات التخريب تنطلق تحت مزاعم وادعاءات بالانتساب إلي الإسلام. والدين الحنيف منها براء ولعل أقرب مثال علي ذلك ما ترتكبه "داعش" في أرض الرافدين من آثام وأفعال تتنافي مع أبسط مبادئ الإسلام. في نفس الوقت لاتزال الساحة تموج بفتنة الخروج يوم 28 نوفمبر بالمصاحف في أيدي بعض أعضاء السلفية الجهادية وآخرون وهذه الفتنة لا تنطلي علي أحد فكلها أفكار وخداع تستهدف إشاعة الفرقة وضرب الاستقرار. ولقد ابتليت الأمة العربية والإسلامية بتلك الدعوات تحت شعار الدين. إنهم يلبسون الحق بالباطل ويدعون زوراً وبهتاناً أنهم يريدون تطبيق قيم الدين الحنيف كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. لقد سئمنا من تلك الدعوات الهدامة. فهل ترويع الآمنين بالتفجيرات في محطات المترو والأماكن الآهلة بالسكان من مبادئ الإسلام؟! ولاشك أن أصحاب هذه الأفكار والدعوات لا يتوقفون عن إطلاق الشائعات وترديد الهتافات ضد الشرطة والجيش وتوجيه أبشع الاتهامات إلي هؤلاء الرجال والأشد أسفاً أنهم يستقطبون الشباب ويبذلون أقصي الجهد في إقناعهم بهذه الأفكار المدمرة ويزعمون لهؤلاء الشباب أن تلك هي طريق الجهاد لنشر مبادئ الإسلام وأن من يقتل في خلال تطبيق هذه المبادئ فهو شهيد. ويقع الشباب فريسة لتلك الفئات الضالة والمضللة ونراهم ينضمون لهذه الجماعات تحت الإغراءات المادية وزيف الشعارات البراقة ونشر الفتنة بادعاءات أن طوائف الشعب من الكفار وأقطاب هذه الجماعات لا تتوقف عباراتهم التي تنطوي علي التكفير ونشر الفتنة بين أبناء الإسلام والديانات الأخري. وقد شاهدنا الأسر المسيحية في العراق يتم طردهم من منازلهم وممتلكاتهم. وكم رأينا من جرائم القتل وكيف أن هؤلاء قد تجردوا من المشاعر الإنسانية حيث يقتلون الضحية وتراهم يلعبون برأس هذا المسكين وكأن التمثيل بالجثث من هذه القيم التي يدعمها هؤلاء الأشرار. إن دعوات الفتنة والخروج بالمصاحف وعمليات ترويع المواطنين يجب أن نكون جميعاً في منتهي اليقظة والوقوف في مواجهتها بفكر مستنير وتفنيد أباطيل هذه الدعوات وتلك الأفكار وفضح أساليبهم البراقة وإلقاء الضوء علي جرائمهم التي تتنافي مع أبسط القيم الإنسانية فما بالك بمبادئ الدين الحنيف التي تدعو للتسامح والرحمة وأن ينبري الدعاة من الأزهر والأوقاف لأصحاب هذه الدعوات بنشر صحيح الدين وأن الآية الكريمة في سورة النحل هي الأساس في نشر مبادئ الإسلام "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" "125 سورة النحل".