** الكاتب والناقد المسرحي الدكتور "أحمد سخسوخ" العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية الحاصل علي جوائز الدولة التشجيعية والتفوق من مصر.. انتهي مؤخراً من تأليف 4 مسرحيات ثلاث منها تطرح موجات الثورة التي حلت بمصر منذ 25 يناير و30 يونيه وحتي اليوم.. "د.سخسوخ" ينشغل بالتأريخ لموضوعات الثورة وما يحدث في المجتمع بعد هذه الثورة بتسجيلها وتوثيقها في الأعمال المسرحية التي ينشغل بها في الوقت الحاضر. ** سألته: كيف توثق للمسرح الذي يتناول الثورة؟ في العالم كله أثناء الثورات والأزمات الاقتصادية الطاحنة يحدث تسجيل الابداعات لتلك الفترات الحاسمة في تاريخ البشرية!! فمثلاً في فرنسا في أربعينيات القرن الماضي انتفض سارتر وسيمون دي بوليفار وسالكروا وجان كوكتو وزملاؤهم بكتابة أعمال مسرحية وبيانات ثورته تقاوم الاحتلال النازي. وأثناء الثورة الروسية عام 1917 تشكلت فرق القمصان الحمراء لتمسرح الجرائم وتقدم موضوعات لتنوير الشعب الروسي حيث كانت نسبة الأمية كبيرة ونفس ما حدث في روسيا حدث في ألمانيا علي يد الفرق الزرقاء وقد تبلور المسرح الوثائقي الذي يوثق الأحداث والثورات والأزمات بألمانيا بعشرينيات القرن علي يد "سبيس كاتر" وبيترقايس وهوخوت وغيرهم من الكتَّاب التسجيليين. وللأسف ينقصنا في مصر كل هذه النوعية من الاتجاه المسرحي التوثيقي!! ** ماذا قدمت في هذا الاتجاه؟ قدمت مسرحية "انفجار" التي نشرت هذا العام وهي مسرحية توثق بالأحداث وبالتاريخ وبالوثائق وبالمحاكمات الأسباب التي أدت إلي ثورة 25 يناير والمسرحية تنتهي أحداثها عند فجر الخامس والعشرين من يناير وبالمسرحية دراسة عن المسرح الوثائقي تقنياته وأشكاله وتطوره في العالم. ** وهل هناك أعمال أخري لك في هذا الاتجاه؟ سوف يصدر لي قريباً ثلاثة أعمال مسرحية بعنوان رحيل وتحوي مسرحيات حب ما قبل الرحيل والرحيل وحب ما بعد الرحيل وتتضمن مقدمة هذه المسرحيات دراسة مطولة لمفهوم المونودراما "مسرحيات الشخص الواحد" "المسرحية الأولي "حب ما قبل الرحيل" هي إعداد عن رواية الكاتبة الإيطالية "سوزانا نارتاروا" والثانية تدور أحداثها أثناء حكم الإخوان بين جدة عجوز وحفيدة لها يختلفان حول الإخوان فتهجر الحفيدة جدتها وتكتشف الجدة في النهاية ان الإخوان كاذبون مضللون فاسدون إرهابيون يشكلون العدوان ضد الوطن.. وتموت الجدة حزناً علي فراق حفيدتها التي غرر بها الإخوان الإرهابيون. المسرحية الثالثة بعناون "حب ما بعد الرحيل" إذ تأتي الحفيدة إلي جدتها فتكتشف انها ماتت حزناً علي فراقها وتشارك الحفيدة في ثورة 30 يونيه التي انتصرت للوطن وطهرته من الاخوان وتنتهي المسرحية برفع الحفيدة إصبعها المغموس بحبر الانتخابات لتعلن انها انتخبت المنقذ لهذا الوطن البطل الشعبي "السيسي"! ** ماذا يشغلك الآن من أعمال إبداعية؟ مازلت أنشغل بالتوثيق لمراحل كثيرة مررنا بها منذ 25 يناير وحتي الآن وأتصور أن هذا سوف يستغرق وقتاً طويلاً لتوثيق مراحل درجات الثورة المصرية ومنشغل في نفس الوقت بعدة أعمال في الدراسات المسرحية عن مسرح المستقبل أشكاله وتقنياته كتاب جديد عن بيرتولد بريخت وجورج بوتسنر ومجموعة أعمال أخري. ** كيف تستطيع أن تنتج كل هذه الأعمال في وقت كان يشغلك التصدي للفساد ببعض مؤسسات وزارة الثقافة؟ في الواقع إن محاربة الفساد هي بالنسبة لي دافع للاستغراق في الابداع وفي الكتابة وهو ما يحدث لي توازناً حقيقياً فمن يقرأ "فرويد" يعرف أن هذه معادلة تحدث التوازن الحقيقي بالنسبة للإنسان المبدع! ** ينتشر في الأوساط المسرحية أن هناك مشروعاً بين وزارتي التربية والتعليم والثقافة لتنفيذ مشروع مسرحة المناهج؟ هذه مصيبة لأن هناك فرق ما بين التعليم والفصل الدراسي الذي يتعلم فيه التلميذ أو الطالب والمناهج العلمية وبين مسرحة المناهج لا أستطيع أن أعلم التلميذ أو الطالب الدرس العلمي وتفاصيله ومعلوماته التراكمية عبر مسرحية فالفن الابداعي المسرحي يهتم بالرؤية والعلم يهتم بالمناهج والأساليب والتفاصيل الدقيقة والتراكم المعرفي. هذه مصيبة. لقد أدخل "زكي طليمات" حينما عاد من المانيا عام 1935 إنشاء المسرح المدرسي والنشاط المسرحي وبهذه الطريقةاستطاع أن يرتقي بالفنون داخل المدارس وهذه هي الطريقة الوحيدة للارتقاء بالحس الابداعي والحس الفني داخل التلاميذ. وكلما ارتفع الحس الابداعي لدي التلميذ والطالب كلما استطعنا مقاومة العقليات الإرهابية الإخوانية. وكلما استطعنا مقاومة الفساد وأيضاً ما حدث هو اننا محونا هذا النشاط المسرحي المدرسي مما ترتب عليه انتشار العقليات المظلمة التي تحولت إلي عقول إرهابية ظالمة.