الإيبديورال.. حقنة تعطي في الظهر للمرأة الحامل عند الوضع.. تعد من التقنيات الطبية الحديثة التي تضمن للمرأة ولادة بدون ألم. كثر الحديث عنها مؤخراً وشغلت بال أية سيدة مقبلة علي الولادة وتتردد هل تأخذها أم لا؟! "المساء" ناقشت أطباء النساء والتوليد والتخدير حول فعالية الحقنة.. وفوائدها وأضرارها ومعامل الأمان والآثار الجانبية لها خاصة في ظل الشائعات التي تتردد من أنها قد تسبب شللاً حيث تعطي في الظهر أو تسبب صداعاً لفترة ما بعد الولادة.. وما هي الحالات التي يمتنع معها استخدام الحقنة. د. عمرو عبدالكريم "أخصائي النساء والتوليد والعقم ومدير العمليات بمستشفي السكة الحديد" يقول إن الايبديورال وسيلة من الوسائل الآمنة لتسكين ألم الولادة وتضمن ولادة بدون ألم أكثر أماناً من البنج النصفي. قال إن الايبديورال حقنة تعطي بين فقرات الظهر وأهم ما يميزها أنها لا تخترق الحبل الشوكي ويمكن من خلالها حقن جرعات من المواد المخدرة والمسكنة كل ساعة أو كل ساعتين وقد تستمر حتي 36 ساعة علي عكس البنج النصفي الذي يتم اعطاؤه للمرأة جرعة واحدة ويستمر مفعولها لمدة ساعتين فقط. أضاف أن أطباء علاج الأورام قد يلجأون للإيبديورال حيث يمكن أن يستمر مفعولها شهراً كاملاً لتخفيف آلام مرضي السرطان. أضاف أن معامل أمان الايبديورال عال جداً ورغم ذلك تتخوف بعض الأمهات من استخدامها في ظل الشائعات التي تتردد من أنها تحقن في الظهر وقد تهدد المريضة بالشلل مشيراً إلي أن هناك حالات لايفضل معها استخدام الحقنة خاصة التي تعاني خللاً في تجلط الدم أو سرعة النزف أو مريضة الضغط المنخفض أو من لديها مشاكل في العمود الفقري أو حساسية من أدوية البنج. أضاف أن الايبديورال تعد ولادة طبيعية بدون ألم لأنها أكثر فعالية في حالات الولادة الطبيعية أكثر من القيصرية وآثارها الجانبية تكاد تكون منعدمة وبلا صداع أو ألم ولا تهدد المرأة بالشلل. قال إن التقنية عرفها العالم منذ 15 عاماً وكانت الأمهات يسافرن إلي انجلترا طمعاً في ولادة بدون ألم ولكن سرعان ما انتقلت إلي مصر ولدينا أطباء تخدير مهرة يستخدمونها بنجاح في المستشفيات الجامعية والتعليمية وحتي الحكومية بالإضافة إلي المستشفيات الخاصة وأسعارها متفاوتة وفقاً لمستوي المستشفي وعموماً تتراوح ما بين 500 و1500 جنيه وهي توفر للأطباء اجراء الولادة القيصرية بكل تكلفتها الاقتصادية وتزيد من نسب الولادة الطبيعية وهي تحول الولادة من هاجس وكابوس وضغط نفسي إلي حدث سعيد وهادئ. يقول د. محيي الدين مصطفي نائب تخدير بمستشفي الجلاء التعليمي للولادة: مازلنا نواجه ثقافة غريبة في المجتمع خاصة بين المرأة في الأوساط البسيطة.. فنجدها ترفض استخدام الايبديورال لاعتقاد سائد بأنها تصيب المرأة بالشلل وهذا غير صحيح لأنها لا تخترق الحبل الشوكي فهذه التقنية مفيدة جداً ولا تشعر معها المرأة بأية آلام عند نزول الرأس وهي أصعب مرحلة. أضاف: هناك حالات ممنوع فيها استخدام هذه التقنية وفي مقدمتها: إذا سبق للأم الحامل اجراء جراحة بالظهر كالغضروف وخلافه أو أنها تعرضت لحادث نتج عنه كسور أدي لاجرائها عملية جراحية أو تعرضت للحرق مما يصعب من مهمة تعرفنا علي المكان التشريحي ربما لوجود مسامير وشرائح أو التحام الفقرات. قال إن القسطرة يتم تركيبها ما بين الفقرة الثالثة والرابعة أو الفقرة الرابعة والخامسة.. ثم يتم حقن المادة المخدرة حيث يمكن التحكم في مستوي التخدير وفقاً للكمية المحقونة.. أو نتحكم في فاعلية التخدير وفقاً لتركيزه ولدينا في مستشفي الجلاء القسم المجاني حرية صرف وحدات الايبديورال لمن تحتاجها. قال إن الاتجاه العالمي هو التخدير الموضعي أي الايبديورال وهو أفضل من التخدير الكامل وما يسببه من مشاكل بعد الإفاقة وأيضاً البنج النصفي. نفي "د. محيي الدين" تسبب الايبديورال في أي ألم بالظهر بعد وضع المرأة مولودها.. مؤكداً أن المرأة تعاني بسبب الحمل من آلام في الظهر ومع الولادة تتعرض لمزيد من الآلام.. وللأسف البسطاء من المرضي يعتقدون أننا نلجأ للأسهل. أما عن الآثار الجانبية للحقنة.. فقال: قد تقلل فعالية الطلق الطبيعي للأم مما لا يجعل الولادة الطبيعية تسير في مسارها الطبيعي.. وقد يتطلب الأمر اجراء قيصرية. .. لذلك يفضل استخدامها عندما ينظم الطلق الطبيعي للأم.. ووقتها يتم تركيب الحقنة وتشغيلها وتفعيلها.. أي في المراحل الأولي من الولادة عندما يبدأ الرحم في الاتساع. أمان وسعادة أعربت د. زينة عماد نائبة النساء بمستشفي الزهيري عن أسفها لمحدودية استخدام حقنة الايبديورال حتي الآن رغم أنها أكثر أماناً للأم والجنين من البنج الكامل حيث تظل الأم في حالة يقظة ووعي طوال فترة الولادة وتسعد برؤية طفلها لحظة ولادته دون شعورها بألم خلال الولادة وبعدها. وقالت إن هذه التقنية هي الأكثر استخداماً في أوروبا وأمريكا وإن كان هناك مازال تخوف من استخدامها في مصر نظراً لكبر حجم الكانيولا في بداية استخدامها بمصر مما كانت تسبب معه ألماً في ظهر الأم يصاحبه بعض الصداع.. ولكن مع الاعتماد عليها وبمرور الوقت أصبحت أقل حجماً وأكثر أماناً لأنها تضمن حقن المريضة بجرعات متتالية من المواد المسكنة والمخدرة دون أن تشعر المريضة بأي ألم وربما لاتحتاج لمسكنات بعد الولادة لعدة ساعات طويلة.