لم نكن سعداء أبداً بما وصل إليه مجلس التعاون الخليجي من انقسام حاد هدده بالتمزق.. لم نكن سعداء ونحن نري خمس دول من هذا الكيان العظيم في الاتجاه الصحيح وقطر بمفردها تحلق خارج السرب مع الشياطين.. لم نكن سعداء حين اضطرت السعودية والإمارات والبحرين إلي سحب سفرائها من العاصمة القطرية قبل ثمانية أشهر في إجراء غير مسبوق عسي أن ترتدع قطر.. وأخيراً لم نكن سعداء ودول المجلس تقرر سحب شرف عقد القمة الخليجية من قطر بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبي بسبب استمرار الممارسات العدائية من الدوحة تجاه دول الخليج ومصر وعدم احترامها لاتفاق الرياض عام .2013 لذا.. سعدنا بنجاح مساعي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت لرأب الصدع وباتفاق الرياض التكميلي الذي توجه بالمصالحة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخري وعودة سفراء الدول الثلاث إلي الدوحة وعقد قمة الخليج في موعدها بالعاصمة القطرية. التسريبات شبه الرسمية التي خرجت بعد اتفاق الرياض التكميلي أكدت أن أمير قطر تعهد بوقف الحملات العدائية ضد دول الخليج وحلفائها وعدم التدخل في شئونها الداخلية وعدم دعم الإخوان والجماعات المتطرفة. نحن موقنون أن ملف مصر كان حاضراً بقوة وبنداً أساسياً في جدول أعمال الاجتماعات.. ومن المؤكد أن أمير قطر استجاب لما طلبه قادة الخليج بشأنه وإلا ما تمت المصالحة من الأساس أو علي الأقل كانت قد تعطلت. إن لمصر ثلاثة مطالب معلنة هي بمثابة شروط للتقارب مع قطر ولا تفاوض بشأنها: * الأول.. أن تسلم قطر لنا بعض المطلوبين علي ذمة قضايا من قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية.. وهو ليس مطلباً خيالياً بل حقاً منصوصاً عليه في اتفاقية عربية وقعت عليها الدوحة. * الثاني.. وقف الحملات التحريضية ضد مصر عبر وسائل الإعلام القطرية.. وهو ليس مطلباً تعجيزياً بل أمراً بديهياً خاصة أن هناك كياناً واحداً يجمعنا هو جامعة الدول العربية وبيننا روابط الدين واللغة والمصير المشترك. * الثالث.. عدم التدخل في شئوننا الداخلية.. وهو ليس مطلباً غير معقول بل حقاً لنا ينص عليه ميثاقا الأممالمتحدة والجامعة العربية وكافة القوانين والاتفاقات الدولية والعربية. هذه مطالبنا المعلنة من أمير قطر.. أفلح إن صدق والتزم بتعهداته تجاهها.. أما إذا كانت هذه التعهدات مجرد فض مجالس مثل اتفاق الرياض الأول حتي تنعقد قمة الخليج علي أرضه ثم يعود بعدها إلي سيرته الأولي أو يماطل في التنفيذ فسيكون هو الخاسر الأكبر. لكن.. إضافة إلي هذه المطالب حتي لو نفذها فيجب أن يعلم أمير قطر أن مصر لا يمكن أن تنسي أبداً أو تتسامح في مسألتين أساسيتين إذا ثبت ضلوعه فيهما: العمل علي إسقاط مصر ودم أولادنا الذين استشهدوا غدراً وغيلة وخيانة. إلا الوطن والدم يا شيخ تميم وأنت تعلم جيداً أن مصر ما تسامحت يوماً فيهما.. وانظر جيداً إلي رأس الذئب الطائر.. محمد مرسي وجماعته الإرهابية. الكرة الآن في ملعبك شيخ تميم.. إما أن تكسب مصر أو تخسر كل شيء.. كل شيء.. كل شيء بجد. "والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".