نظام التعليم في مصر يعاني العديد من المشاكل التي أصبحت تهدد مسيرته المرجوة منه في خلق أجيال قادرة علي التغيير وإتاحة مستقبل أفضل.. وتعد أزمة الدروس الخصوصية أبرزها والتي خرجت عن السيطرة فاليوم لا يخلو أي منزل من هذه الدروس كأحد مستلزماته كالأكل والشرب أو كأحد احتياجات الدراسة كالملابس والأقلام والكراسات وذلك إلي جانب استنزافها لدخل الأسرة. يؤكد أحمد ياسين شعبة أدبي أن مرتب المعلم يصله كل شهر دون احتياج للدولة فاللغة العربية ب 70 جنيهاً لمجموعة تضم أكثر من 30 طالباً ويتم الشرح في منزل المعلم أو إحدي الشقق المؤجرة لمجموعة من المعلمين يخصص غرفة لكل معلم.. والمعلم يفرض علي الطلاب الحصول علي المذكرات ذات الأسعار المرتفعة كل عام فسعر مذكرة القراءة والقصة 40 جنيهاً ومثلها مذكرة النحو والبلاغة ومثلها مذكرة الأدب والنصوص. أما اللغة الإنجليزية.. فتقول إسراء السيد طالبة : ب 70 جنيهاً لمجموعة أكثر من 35 طالباً واللغة الفرنسية ب 60 جنيهاً لمجموعة تتراوح من 40:50 طالباً بجانب المذكرة التي يصل سعرها إلي 50 جنيهاً. أشارت إلي أن الطلبة غالباً لايذهبون إلي المدارس في أيام الدروس نظراً لتحديد المعلم لموعد الدرس في العاشرة صباحاً. قالت ندي عثمان : إن درس الأحياء والجيولوجيا ب 60 جنيهاً أما الكيمياء ب 70 جنيهاً لمجموعة بها أكثر من 50 طالباً والمذكرة ب 60 جنيهاً. أكدت سهام محمود ولية أمر أن المعلمين يضغطون عليهم لإرسال أبنائهم إلي المجموعات الخاصة. أضاف محمد مصطفي ولي أمر أنه ألحق أبناءه بالمجموعات الخاصة بمعلمي الفصول مبرراً ذلك بقوله: حتي لا يبهدلوا الأولاد حتي ولو كان المعلم غير كفء وعن تشديد الحضور والغياب فوصفها بعمليات الذنب للطلاب لعدم وجود شرح بأغلب المدارس من الأساس. أوضح علي عثمان ولي أمر أن سبب إعطاء أولياء الأمور دروساً خصوصية لأبنائهم لأن شرح المعلم غير كاف وعدم وجود رقابة علي العملية التعليمية مثل زمان وقصر وقت الحصة وصعوبة المناهج وضعف مستوي المعلمين والدروس الخصوصية تفيد الطلاب في الشرح والمعرفة لدي الأبناء. صرح مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم بأن الدولة والوزارة لها دور كبير في انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية فتجد قبل بدء العام الدراسي إعلانات عن فتح مراكز الدروس الخصوصية. بادر بتسجيل اسمك. العدد محدود.. ماذا فعلت الدولة؟ لا شيء. أيضاً منظومة أجور المعلمين هي التي دفعتهم إلي فتح مراكز الدروس الخصوصية وتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار في التعليم جعل الصورة غير متكافئة من حيث جودة الخدمة التعليمية التي أصبحت عملية تجارية وكل تاجر يروج لسلعته وفق ما يراه مناسباً من أساليب الدعاية ليحقق أكبر نسبة من الربح فتجد من يطلق علي نفسه "راهبو الرياضيات إمبراطور اللغة العربية خبير الفيزياء البروفسير" وغيرها من الأسماء المستعارة لمعلمي التربية والتعليم. وطالب جهاد عيد منسق حركة من أجل تعليم أفضل بدمياط من اللواء محمد عبداللطيف منصور محافظ دمياط بإصدار قرار بغلق مراكز الدروس الخصوصية علي الأقل خلال الفترة الصباحية وحتي الخامسة مساء ضماناً لانتظام الطلاب في العملية التعليمية بمدارس المحافظة. من جانبه يرجع الدكتور سمير حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط مشكلة الدروس الخصوصية من حيث بدأ أولياء الأمور يعولون علي هذه الدروس في نجاح أبنائهم وقال هناك خمسة عوامل تتسبب في مشكلة الدروس الخصوصية مها "ولي الأمر نفسه الطالب المعلم أسلوب الأسئلة في الامتحانات كثافة الفصول" وقال: الآن تقوم وزارة التربية والتعليم بتطبيق قانون 284 في مدارس التعليم الثانوي الخاص بالانضباط المدرسي الذي يجيز فصل الطالب الذي غاب 15 يوماً متصلاً أو 30 يوماً منقطعاً حتي يكون هناك التزام وانضباط بالعملية التعليمية.