تساؤل كبير وعلامة استفهام أكبر مع حالة الجدل الدائر حاليا.. وهو لماذا لا نتجمع حول مشروع قومي لمحاربة الفساد؟!.. فنحن بعد الثورة اكتشفنا كماً هائلاً من الفساد عشنا فيه طوال 30 عاما وقبلها. نريد آلية أو قانوناً محكماً يتم وضعه "لوجه الله" يعالج كافة الثغرات التي يستفيد منها الفاسدون.. آلية يضعها خبراء وزارة العدل والقضاة والمستشارون الحاليون والسابقون ورجال وزارة الداخلية وتطرح علي الرأي العام لمناقشتها وإقرارها. وحتي يتم ذلك علينا جميعا وبلا استثناء مواجهة أي ظاهرة للفساد أو حتي إشارة.. علينا ان نتخلي عن حالة اللامبالاة والسلبية وتعود لنا أخلاق المصريين العظيمة التي افتقدناها وعلينا استردادها بأسرع ما يمكن. حجم الفساد في مصر -علي ما أعلم- يتجاوز ال 20 مليار دولار سنويا.. وتخيلوا معي ماذا سيكون عليه وجه الحياة علي أرض بلادنا لو أوقفنا هذا "الغول" وعادت إلينا أموالنا؟ انني أضع أمام الحكومة هذا الاقتراح حتي يتم تنفيذه.. لابد من ان يبدأ كل مصري ومصرية بنفسه ولا ينتظر. علي الحكومة ان تبدأ خطوات عملية وتضع يديها في "عش الدبابير" ولا تخشي شيئا.. فالشعب كله سيتجاوب معها.. عليها ألا تسكت بعد الآن علي فساد من أي نوع حتي لو كان مجرد "رشوة" صغيرة لإنهاء مصلحة.. عليها ان تساعدنا ونساعدها.. عليها وعلينا -كشعب- أشياء عديدة مطلوبة وفي مقدمتها "قطع رقبة الفساد". اعتقد ان هذا مشروع مصر القومي الملح الذي يجب ان نلتف حوله جميعا ونبدأ في تنفيذه فورا.. كلنا كشعب مسئولون عن ذلك.. ونواجه أنفسنا أولا لو شاركنا في أي شيء يدل علي فساد. علينا البدء وفورا بروح الجماعة في مكافحة الأمية التي هي أول أبواب الفساد والقضاء عليها بسد هذا الباب.. وعلينا محاربة الشائعات والتأكد من الحقائق ونعود أنفسنا ألا نقول إلا الصدق مهما حدث.. علينا ألا نساعد المجرم مهما كان ولا نتستر عليه.. علينا إبلاغ المسئولين عن أي واقعة فساد حتي نمحو من قاموس تعاملاتنا هذه الكلمة السيئة. إنني أقول ذلك وأعلم جيدا انه مهما حدث فلن يتم القضاء علي الفساد فنحن لسنا في المدينة الفاضلة.. ولكننا لو استطعنا ان نقضي علي 90% نكون قد نجحنا.. وألا فلا نلوم إلا أنفسنا!!