قلب العاصمة يئن ويتوجع بسبب تراكم مخلفات المباني بصورة زادت عن الحد بالشوارع الرئيسية وامام المنازل واعلي واسفل الكباري مما يؤدي إلي ارتباك المرور بصورة تصل إلي اصابته بالشلل التام.. شجع علي ذلك عدم قيام المسئولين بالأحياء بدورهم.. فكل شيء أصبح مباحاً خاصة مع انتشار ظاهرة البناء العشوائي بدون تراخيص منذ قيام الثورة. "المساء" قامت بجولة في شوارع عديدة بمناطق مختلفة وتقدم هذه الصورة الصادقة!! ** يقول أحمد سعيد موظف مخلفات المباني أصبحت أزمة خطيرة توحشت في الشوارع الرئيسية والميادين العامة بسبب البناء العشوائي الذي زاد عن الحد بعد ثورة 25 يناير لغياب الرقابة الأمنية وتهاون المحليات. أضاف ان هذه المخلفات يتم القاؤها نهاراً وليلاً وقد تسبب في ارتباك المرور خاصة في أوقات الذروة.. والمثال الصارخ علي ذلك شارع أحمد حلمي خاصة امام سور قطار السكة الحديد وامام مساكن ايديال. يضيف محمد عزت مهندس للأسف السبب الرئيسي في انتشار مخلفات الهدم والبناء بهذه الصورة في الشوارع هو عدم قيام المسئولين في الأحياء بدورهم وعدم محاسبتهم لسائقي النقل وأصحاب عربات الكارو الذين يحملون هذه المخلفات ويلقونها في الشوارع.. والخطر يزداد علي الطرق السريعة وقد يؤدي لوقوع حوادث يروح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم. يقول منير ميخائيل مدير بإحدي الشركات التجارية ان شارع بورسعيد امام مصنع النسيج به أكوام هائلة من مخلفات البناء التي تغلق أبواب المصنع وتشوه المظهر العام.. وهناك أكوام متراكمة بكثرة اسفل الكوبري الدائري المتجه إلي صفط اللبن وفيصل وهناك أطنان هائلة بشارع ترعة الإسماعيلية بجوار موقف عبود بالقاهرة.. فلماذا لا يقوم مسئولو الأحياء بدورهم في إزالة هذه المخلفات وتوقيع أقصي عقوبة أو غرامة مالية علي من يضبط بالقائها. يقول فتح الله نزهي محاسب وخالد محمد "عامل" ان كل من يقوم ببناء أدوار مخالفة أو تشطيب عقار يقوم بإلقاء هذه المخلفات في الشوارع.. لذلك يجب ملاحقة السيارات النقل أو الكارو المحملة بمخلفات الهدم. تشير هانم السيد ربة منزل ومراد محمد "مدرس" إلي ان مخلفات المباني تراكمت امام مستشفي اليوم الواحد بالزاوية الحمراء وأصبحت بؤرة لتجمع النفايات وسببا في عرقلة المرور وزحام الشوارع الرئيسية. مواجهة المسئولين المهندس أحمد علي رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة: يؤكد ان الهيئة تحمل يومياً ما يزيد علي 3000 طن من مخلفات البناء التي زادت عن الحد في الفترة الأخيرة بعد غياب دور الأمن والمحليات مما أدي إلي البناء العشوائي الذي يتكرر بصورة رهيبة بعد الثورة. يقول ان بعض اصحاب عربات الكارو والنقل يقومون بإلقاء مخلفات المباني في أي منطقة تقابلهم مما أدي إلي تزايد هذه الظاهرة بهذا الشكل.. لذلك حاولنا التصدي لهذه المشكلة أكثر من مرة لكن أصحاب عربات الكارو اعتدو علي عمال الهيئة فقمنا بتحرير محاضر ضدهم وتم توقيع غرامات قدرها عشرة آلاف جنيه لكل من يضبط متلبساً بإلقاء المخلفات ولكن للأسف هذه المخلفات تتزايد بصورة رهيبة تفوق طاقة الهيئة. اللواء علاء عبدالعزيز رئيس حي دار السلام سابقاً وعضو بديوان عام محافظة القاهرة أضاف ان محافظ القاهرة السابق أصدر تعليمات مشددة بضرورة التخلص من هذه المخلفات التي تشوه المظهر الحضاري ذلك عن طريق مشروع لاقامة مصنع يعيد تدويرها وتحويلها إلي قوالب طوب للاستفادة منها في عملية البناء لذلك نرجو ان يقوم عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة الحالي بتنفيذ هذا المشروع حتي يخرج إلي النور وتعود شوارع القاهرة نظيفة خالية من المخلفات كما نحلم جميعاً.