يجب ألا نشغل أنفسنا كثيراً بما دار في جنيف خلال اجتماعات المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن المراجعة الدورية لحالة حقوق الإنسان في مصر.. ويجب ألا يخضنا وصول عدد التوصيات الصادرة إلي 314 توصية.. ويجب ألا نهتم من قريب أو بعيد بموقفي تركيا وتونس المعاديين لنا بشكل سافر. والسؤال: لماذا لا ننشغل ولا ننخض ولا نهتم..؟؟ * أولاً.. أن وفد مصر رفيع المستوي الذي حضر الاجتماعات نجح بامتياز في عرض حالة حقوق الإنسان بمصر خاصة ان هذه الحقوق لا تنحصر في طريقة مواجهة العنف الإخواني فقط بل إنها تتشعب إلي حقوق الأمومة والطفولة وذوي الإعاقة وغير ذلك. * ثانياً.. أن هذا النجاح كان ضربة قاضية ولمس أكتاف للإخوان الذين جيشوا دولاً بعينها ضد مصر فكان الخسران المبين لهم ولهذه الدول "الدلاديل"..!! * ثالثاً.. أن توصيات المجلس أصلاً غير ملزمة لنا وأن تنفيذنا الكلي أو الجزئي لها إنما يأتي انطلاقاً من قناعتنا ورغبتنا بضرورة تحسين مناخ حقوق الإنسان في البلاد. * رابعاً.. أن مصر كانت قد تلقت 165 توصية خلال المراجعة الشاملة السابقة عام 2010 رفضت منها 20 توصية تخالف التزامات مصر الدولية والشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد. * خامساً.. إذا كانت المراجعة الحالية قد أصدرت 314 توصية فإن مصر قد وجدت بها 17 توصية مكررة ونفذت 219 توصية منها خلال السنوات الثلاث الماضية وبالتالي يصبح عدد التوصيات الباقية 78 توصية فقط لنا حق قبولها كلياً أو جزئياً أو رفضها جميعاً لأسباب موضوعية.. وعندما تعلن مصر موقفها النهائي من هذه التوصيات في مارس القادم فمن المؤكد أنها سترفض تماماً كل التوصيات التي تخالف الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد المصرية وفي مقدمتها التوصية بإلغاء عقوبة الإعدام لمخالفتها نصوصاً صريحة بالقرآن والسنة النبوية وكذلك التوصية بتعزيز القضاء لأنها تدخل سافر في الشأن القضائي المستقل فعلاً.. وسوف ترد حتماً بقوة علي التوصيات الخاصة بتعديل قوانين حق التظاهر والجمعيات الأهلية والعنف ضد المرأة.. وبالتالي فإن هذا العدد الكبير من التوصيات ما هو إلا "ريش.. علي مفيش"..!! * سادساً.. يجب الالتفاف إلي تغيير موقف قطر حيث أشادت بدستور 2014 وكان نقدها موضوعياً فيما يخص ملف حقوق الإنسان وقد ابتعدت فيه عن السياسة بضغوط من السعودية والإمارات والبحرين.. أما تركيا وتونس فقد غاصتا حتي الأذقان وليس الركب فقط بتدخلهما السافر في الشأن الداخلي المصري.. إلا أن نجاح وفد مصر الذي حجم الإخوان تماماً وكذلك اذنابهم قزم الوفدين التركي والتونسي "الإخوانيين" ووضعهما في حجمهما الطبيعي. من كل ما سبق.. أعود وأطالب بألا ننشغل بما دار وألا ننخض من عدد التوصيات وألا نهتم بمواقف الدول المعادية لنا فهي متوقعة مع احترامنا لكافة الشعوب. تحيا مصر.. ويا 100 "وكسة" علي الإخوان وكل من راهن عليهم.