ذهب وزير التربية والتعليم ليفاجيء بعض المدارس في 3 محافظات ففوجيء بمفاجآت غير سارة.. وشاهد بنفسه كماً هائلاً من الفساد والإهمال والتسيب يكفي ليصيب البلد كله باليأس والإحباط.. وذلك علي الرغم من مرور شهرين اثنين فقط علي بداية العام الدراسي الجديد.. والتصريحات النارية التي انطلقت عن استعدادات المدارس للعام الدراسي لم يجف مدادها بعد. بالتأكيد.. ليس وزير التعليم وحده المسئول عن هذا الفساد والإهمال والانفلات.. فالمنظومة كلها فاسدة من زمان.. والتركة ثقيلة وضاربة بجذورها في كل الاتجاهات: المدرس والتلميذ والكتاب والإدارة.. وحرام ان يتحمل الوزير الحالي المسئولية وحده بعد أن اتسع الخرق علي الراتق.. وصار كل ما تقع عليه أعيننا في العملية التعليمية فاسداً. التجارب السابقة لتطوير العملية التعليمية انتهت إلي الفشل.. والسياسات التي تم الترويج والتطبيل لها أوصلتنا إلي المستنقع العفن الذي يصعب تطهيره.. وكل التصريحات المعسولة التي خرجت من أفواه المسئولين السابقين والحاليين معدومي الضمير كانت نتيجتها تلك المفاجآت السيئة التي صدمت الوزير.. ويجب ان تصدمنا جميعاً. لكن الأهم في الصدمة ان يري كل منا أين تقع مسئوليته في هذه المنظومة الخربة فيتحملها بأمانة وضمير.. حتي ننقذ أبناءنا من مستقبل مظلم ينتظرهم.. كل منا له دور معلوم: ولي الأمر والمدرس والتلميذ والناظر والمدير والمحافظ والوزير.. ومن لا يقوم بدوره علي الوجه الأكمل يجب ان يعلم انه يهدم هذا الوطن بمعول.. وهو محاسب عن ذلك أمام الله عز وجل.. وان ملأ الدنيا غناء ورقصاً لمصر. تقول التقارير التي نشرتها صحف الاثنين - أمس الأول - إن وزير التربية والتعليم شاهد بنفسه نوافذ الفصول بلا زجاج.. والأبواب مكسورة.. ومقاعد التلاميذ محطمة ولا تصلح للجلوس عليها.. وعندما سأل مدير احدي المدارس عن أموال الصيانة فيما تنفق كان الرد ان المبلغ المخصص للصيانة هو ألفا جنيه فقط وتم انفاقها علي إصلاح دورات المياه بالمدرسة. وفوجيء الوزير بدخول سيارات وموتوسيكلات إلي فناء المدرسة.. ولاحظ انخفاض نسبة الحضور بين المدرسين والتلاميذ علي حد سواء.. واستمع إلي شكوي بعض المدرسين من عدم حصولهم علي مكافآت الامتحانات حتي الآن.. وشكوي عمال المدرسة لعدم حصولهم علي مرتباتهم منذ أكثر من ستة أشهر. هل يستطيع أحد من الكبار ان يصبر علي عدم صرف راتبه أو مكافآته لمدة ستة أشهر؟! وفوجيء الوزير بتشقق جدران المدرسة وارتفاع كثافة الفصول إلي 60 تلميذاً في الفصل الواحد.. ورأي الطلاب يتسلقون سور المدرسة للهروب.. ثم كانت الطامة الكبري عندما أراد اختبار قدرة طلاب المرحلة الاعدادية علي القراءة.. القراءة فقط - كانت النتيجة كارثة الكوارث.. فالأولاد لا يعرفون القراءة. ماذا بقي في عناصر العملية التعليمية لم يمسسه السوء؟! أظن ان الشيء الوحيد الذي لم يره الوزير أمام عينيه لحسن حظه هو أن يموت أحد التلاميذ ببوابة تسقط عليه أو بالوعة يسقط هو فيها.. أو أي وسيلة أخري مما نفاجأ به يومياً. ورغم كل ذلك فإننا نشكر وزير التعليم ووزارته والصحافة لأنهم لم يجعلوا عنوان الزيارة "كله تمام يافندم".. ونتمني ان يقوم وزير الصحة بجولة مماثلة علي بعض المستشفيات وينشروا مفاجآته لعلنا نستيقظ.