في الوقت الذي تواصل فيه مصر انشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس والي الشرق منها تبدأ من تفريعة البلاح شمالا حتي البحيرات المرة لأهداف تنموية واقتصادية. تعالت أصوات مطالبة بالحفاظ علي المواقع الاثرية بمسار القناة الجديدة. وقد تفاعل المسئولون بوزارة الآثار مع الحدث فتم البدء في مشروع تطوير المواقع الاثرية بمحور قناة السويس. قال الدكتور محمد عبدالمقصود المنسق العام لمشروع تطوير المواقع الاثرية بمحور قناة السويس ان مشروع القناة الجديدة لا يعترضه أية مواقع اثرية مسجلة لدي وزارة الآثار. وأيضا كل الابحاث الاثرية التي تتعلق بإقليم القناة. تؤكد عدم وجود آية اثار في تلك المنطقة لأسباب تاريخية وجيولوجية معروفة. فقد رأت وزارة الآثار ان مشروع القناة وما يتبعه من مشروعات تنموية تستوجب النهوض وتنمية واعداد المواقع الاثرية كي تكتمل المنظومة في مصر الجديدة. أضاف الدكتور عبدالمقصود ان البعثة الايطالية زارت مشروع قناة السويس الجديدة واطلعت علي جميع الخرائط بالمواقع الاثرية بمنطقة شرق القناة حيث قدمنا خرائط بالمواقع الاثرية وكل شئ مدروس قبل بدء الحفر بالقناة الجديدة والقديمة ايضا. أوضح أن مشروع القناة الجديدة يدعم المواقع الاثرية وسيفتح منافذ جديدة وعديدة لتنشيط السياحة الاثرية بمنطقة محور قناة السويس وستتولي البعثة ترميم القلاع الاثرية بمنطقة شرق القناة وكلها آثار ترجع الي مصر بما انها البوابة الشرقية لمصر وكذلك تطوير متحف الاسماعيلية ليواكب المشروع القومي المصري. أضاف انه يتم حاليا بالمركز العلمي للآثار بالقنطرة شرق تدريب ألف أثري للعمل كمتطوعين بمشروع محور قناة السويس. قال مصطفي نور الدين مدير آثار سرابيط الخادم بجنوب سيناء ان منطقة اثار شرق القناة بعيدة تماما عن مسار حفر قناة السويس الجديدة حيث توجد مناطق عديدة وهي تل دفنة وتل آثار البلوزيوم وتل صيفي ومنطقة اثار العين السخنة. أوضح مصطفي نور الدين ان كثيراً من المصريين يرجعون تاريخ اقليم القناة الي فترة حفر قناة السويس في الفترة من 1859 إلي 1869. حيث تم حفر ترعة الاسماعيلية لتصل المياه من النيل الي العمال علي طول حفر القناة حيث تتفرع تلك الترعة جنوبا للسويس وشمالا لبورسعيد. ولكن الحقيقة ان فكرة حفر قناة تصل النيل بالبحر الاحمر لم تكن من بنات افكار فرديناند ديليسبس. بل هو مشروع قديم أول من تحدث عنه هو الملك خيتي "من ملوك الاسرة التاسعة الفرعونية" عندما نصح ابنة "مري كارع" بأن يحفر قناة في الشرق وأن يجعلها عامرة بالسكان كي يمنع الآسيويين من الاقتراب من ارض مصر. تلك الوثيقة التاريخية تعرف ببردية بترسبرج. قال نور الدين: يجب علينا ان نعلم ان طبيعة منطقة اقليم القناة الجيولوجية والطبوغرافية اثناء فترات التاريخ المصري القديم حتي العصر البطلمي 323 ق.م كانت مغايرة لما هي عليه الآن حيث كان ساحل البحر المتوسط يقع شمال القنطرة الحالية بقليل أي ان الاراضي التي تمثلها محافظة بورسعيد الان كانت تحت الماء في تلك الفترة "وعلي ساحل البحر كانت تقع قلعة ثارو والتي ثبت من حفائر وزارة الاثار خلال الثمانينيات وحتي الآن تلك الحفائر التي قام بها الدكتور محمد عبدالمقصود واثبت أ ن تل آثار حبوة هي ثارو أول حصن في طريق حورس الحربي حيث كانت تخرج الحملات العسكرية المصرية للشرق ابان عصر الدولة الحديثة وكان يخترق الموقع فرع النيل البيلوزي. ولذلك سميت القنطرة بهذا الاسم وهي تسمية قديمة حيث يلزم من يدخل مصر ان يمر عبر قنطرة في موضع ثارو وهو تل حبوة الآن.