قضية العدد.. من الجرائم المثيرة.. وهي تتسم بالحساسية ويكتنفها الغموض من كافة جوانبها.. "المجني عليه" فيها رجل مسن تعدي السبعين من عمره.. ويعيش بمفرده.. فوجيء أهالي القرية بمقتله عندما وجد شقيقه باب شقته مفتوحاً.. ودخل للاطمئنان عليه فاكتشف مقتله حيث وجد جثته مكممة الفم.. معصوبة العينين. لم يتهم شقيقه أحداً بالتسبب في الحادث أو ارتكاب الجريمة.. ولم يعلل سبباً لها.. وان كانت المعلومات الأولية تشير لاحتمالية ان تكون السرقة هي الدافع وراء الحادث.. إلا ان أحداً لم يعرف ما هي المسروقات نظراً لاقامة المجني عليه بمفرده.. بالاضافة إلي وجود خلافات له مع أهليته لاعتزامه التصرف في ثروته لصالح الكنيسة. كافة ملابسات الحادث.. وحساسية الواقعة وظروف الواقعة.. دفعت رجال مباحث المنيا للتأني في جمع التحريات والدقة في المعلومات وفحص كافة الأطراف والمتصلين بالقتيل من اسرته وجيرانه والمتعاملين معه.. سعياً لكشف غموض الجريمة وفك الالغاز التي تحيط بها وحل اسرارها.. بهدف التوصل إلي هوية "الجاني" وسرعة تقديمه للعدالة للقصاص منه. بدأت فصول الكشف عن احداث الجريمة ببلاغ إلي مأمور مركز شرطة سمالوط من شقيق المجني عليه باكتشافه مقتل شقيقه يعقوب وهبة داخل غرفة نومه وبها آثار اصابات باليدين والفم. أسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان الحادث بقرية العمودين وعثر علي جثة "المجني عليه" ملقي علي ظهره بحجرة نومه يرتدي كامل ملابسه وهو معصوب العينين مكمم الفم بلاصق طبي.. فتم تحرير محضر بالواقعة.. واخطرت النيابة التي اسرعت إلي مسرح الجريمة.. واجرت معاينتها لمسرح الحادث.. واجرت مناظرة للجثة. تبين من المعاينة.. ان مسكن القتيل مكون من طابق واحد بالشارع العمومي للقرية ويقع أمام كنيسة الملاك.. ولا توجد أثار عنف بمنافذ المنزل.. كما وجدت خزينة حديدية تم تحريكها من مكانها. كما أشارت مناظرة الجثة التي وجدت معصوبة العينين.. مكممة الفم.. إلي وجود اصابات جرحية باليدين مع آثار دم بالفم بينما هي ملقاه بارضية المسكن.. وان عمره يبلغ 77 عاما. أمرت النيابة بالتحفظ علي مكان الحادث لحين انتهاء التحقيقات.. ونقل الجثة إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة اسباب الوفاة وساعة حدوثها.. وفحص اصابات القتيل الظاهرة واسبابها والاداة المستخدمة في احداثها وان كانت هناك اصابات اخري من عدمه.. تم التصريح بالدفن بعد ذلك.. كما طلبت سماع اقوال المبلغ عن الحادث.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها وسرعة كشف غموضها وتحديد هوية الجاني وسرعة ضبطه واحضاره امام النيابة للتحقيق. أمر مدير إدارة مباحث المنيا فريق عمل بقيادة رئيس مباحث مركز سمالوط باشراف رئيس مباحث المديرية.. ودلت التحريات ان المجني عليه يقيم بمفرده بعد خلافات له مع بناته الثلاثة المتزوجات والمقيمات مع ازواجهم. كما تبين ان المجني عليه كان يعرف شخصية الجاني وانه استضافه في مسكنه ويؤكد ذلك عدم وجود آثار عنف لدخول مسرح الجريمة.. وانه حدث نقاش بينهما انتهي بقيام "الجاني" بتعصيب عيني القتيل ووضع لاصق طبي علي فمه حتي لا يستغيث بالجيران خاصة انه يقيم في كتلة سكنية وليس منطقة نائية. وتشير الاصابات التي لحقت بيديه إلي مقاومته للجاني الذي يرجح ان يكون أكثر من شخص واحد.. ويؤكد ذلك ايضا قيامهم بتحريك الخزينة الحديدية الثقيلة ومحاولة سرقتها. ويرجح ان تكون السرقة هي الدافع المحرك للجاني في ارتكاب جريمته.. ولا يعرف ان كان تم سرقة شيء من داخل هذه الخزينة أم لا.. أو ان "المجني عليه" سلم ما لديه من أموال للجاني قبل مقتله من عدمه. راح فريق البحث الجنائي يفحص علاقات "المجني عليه" وخلافاته.. وان كانت هناك خصومات ثأرية أو مشكلات حول ميراث أو نزاع علي اراضي أو عقارات أو وجود خلافات مالية أو مشاكل بسبب خلافات مع الجيران. ايضا راح فريق من رجال مباحث سمالوط يفحص المشتبه فيهم من المسجلين جرائم سرقات بالاكراه وجرائم بلطجة وسرقات مساكن.. والمترددين علي القرية والمركز من الباعة الجائلين وغيرهم. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري فحص فيها رجال المباحث كافة التحريات والمعلومات التي توصلوا إليها.. وايضا فحص كافة الاحتمالات إلا ان أياً منها لم يقودهم إلي خيط يوصلهم لكشف غموض الجريمة والتوصل إلي هوية الجاني الذي مازال مجهولا حتي الآن؟!!