لم يرحم وباء ايبولا الأفريقي العالم الكروي من الاهتزاز والخوف والارتباك والحيرة وتغير قرارات وأماكن البطولات بسبب فيروسه القاتل والذي ارتفع ضحاياه إلي ما يقرب من ثمانية آلاف شخص.. فبعد الدوخة التي تتعرض لها بطولة الأمم الأفريقية 2015 لاعتذار المغرب عن عدم استضافة البطولة الثلاثين وعرضها من قبل الكاف علي دول أخري منها من أعتذر مثل جنوب أفريقيا والجزائر ومنها لم يحدد موقفه مثل غانا واستعداد طرف ثالث مثل مصر لاستقبالها. بعد الضربة الثانية للمغرب بانسحابها من تنظيم البطولة العربية والبحث عن دولة لاحياء هذه الدورة دائمة التأجيلات وإعلان مصر أيضاً عن استعدادها لتنظيمها. جاء الدور علي كأس العالم للأندية الحادية عشرة التي تنظمها المغرب أيضاً خلال شهر ديسمبر القادم والتي باتت مهددة بالتأجيل هي الأخري.. ولم يأت التأجيل هذه المرة عن طريق المغرب ولكن وصل الأمر إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم ذاته الذي بات يفكر جدياً في نقل المونديال خارج القطر الشقيق وبعيداً عن أي دولة أفريقية بسبب الوباء اللعين مستندين إلي تقرير منظمة الصحة العالمية والذي أكد فيه علي عدم المخاطرة بحياة المشجعين بسبب البطولات التي تقام في القارة الأفريقية نظرآً لانتشار فيروس ايبولا هناك. ففي الوقت الذي أجريت فيه قرعة المونديال في 11 أكتوبر الحالي بمدينة مراكش وحضره ممثلو الأندية الخمسة المشاركة وعلي رأسهم ريال مدريد بطل أوروبا وشخصيات عالمية كثيرة والمهندس هاني أبوريدة ممثلاً للفيفا. في الوقت الذي بدأت فيه من أمس جولة الكأس لتزور عواصم كل الدول الممثلة أنديتها في البطولة وتستمر في انطلاقها بهدف تعزيز سمعة المونديال لكسب مزيد من المشاهدين في كل البلدان والمساهمة لانجاح تنظيم المغرب. في الوقت الذي طرح فيه الفيفا تذاكر المباريات وحددت اللجنة المنظمة أسعار التذاكر ما بين 100 درهم مغربي إلي 800 درهم.. وكذلك تدشين المغرب لأحدث ملاعبها في مدينة الرباط ليشارك مع مدنية مراكز استضافة المباريات. كذلك في الوقت الذي بات فيه ثلاثة فرق عربية لأول مرة مرشحة للمشاركة في الأدوار النهائية حيث يشارك المغرب التطوائي ممثلاً للدولة المنظمة بعد فوزه بالدوري المغربي وصعود الهلال السعودي للدور النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا وكذلك احتمال تنصيب فريق وفاق سطيف الجزائري بطلاً لأفريقيا في حالة فوزه علي فيتا كلوب الأنجولي حيث اللقاء النهائي أول نوفمبر. أقول برغم كل هذه الاستعدادات سوف يجد الاتحاد الدولي نفسه مضطراً بابعاد البطولة عن المغرب وهو ما يبحثه الفيفا خلال هذه الأيام بعد تقرير رئيس اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي الذي حدد عبارة واحدة هي أننا لا نريد المخاطرة بحياة أي لاعب أو مدرب في البطولة ويجب علينا أن نفعل شيئاً ووقتها سيضطر الفيفا علي اجبار المغرب عن التنازل عن تنظيم المونديال بسبب رفضه تأكيد استضافته لكأس أفريقيا 2015 رغم ضغوط الاتحاد الأفريقي إضافة إلي تقارير الصحة العالمية ولجنته الطبية ليتصدر الفيروس الذي لم يجدوا له علاجاً حتي الآن ارتباك العالم الكروي وحرمان الجماهير من متعتهم التي وصلت إلي مونديال الأندية السنوي في بطولته الحادية عشرة.