تستمع محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة بجلسة 3 نوفمبر المقبل إلي مرافعة الدفاع في قضية "مذبحة كرداسة" المتهم فيها 188 متهماً عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة لاتهامهم بالاشتراك في مذبحة اقتحام مركز شرطة كرداسة التي وقعت في اغسطس الماضي وراح ضحيتها 11 ضابطاً والشروع في قتل 10 أفراد آخرين من قوة مركز الشرطة. استمعت المحكمة إلي مرافعة النيابة التي قالت إن المتهمين سعوا في الأرض فساداً وأن البشرية لم تعرف في تاريخها مثل هؤلاء المتهمين في جرمهم وأنهم أصابتهم لعنة من الشيطان فعاثوا في الأرض مفسدين وأن ما حدث في كرداسة جريمة هزت أرجاء الوطن وأدمعت أعين الشرفاء من أبنائه. أضاف ممثل النيابة أن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة كان ضرورياً لعودة هيبة الدولة ولكنه لم يعجب المتهمين فقتلوا الأنفس بغير الحق بإيعاز من شيطانهم الأكبر المتهم الأول محمد نصر الدين الغزلاني. أشار ممثل النيابة إلي المتهمين استخدموا زجاجات المولوتوف لحرق مركز شرطة كرداسة. لافتاً إلي أن عندما حاولت الشرطة ردعهم بقنابل الغاز أشعلوا النيران في اطارات السيارات وألقوها علي مركز كرداسة. كما استخدموا أيضا قذائف الآر بي جي في سابقة هي الأولي من نوعها. أضاف أن المتهمين لم يكتفوا بقتل المجني عليهم فقط بل جردوهم من ملابسهم ومثلوا بهم علي مرأي ومسمع من الجميع. كما أن المتهمين لم تأخذهم أي شفقة أو رحمة بالمجني عليهم حتي إن اللواء محمد عبدالمنعم قال لهم "لو عايزين تموتونا موتونا بس متذلوناش" فلم يرحموه وقاموا بسحله بعد قتله بالرصاص. أكدت النيابة في مرافعتها أنه تم استبعاد 45 متهماً من أمر الإحالة لعدم كفاية الأدلة. مشدداً علي أن هدف النيابة العامة هو تحقيق العدل وسيادة القانون. قال ممثل النيابة إن الشهيد ضابط الشرطة "هشام شتا" الذي كان في نهاية عقده الثالث قبل أن تصعد روحه الطاهرة إلي بارئها احتمي في أحد البيوت المجاورة للمركز بعد اشتعال الموقف. طالباً من أصحابها الحماية بعد اقتحام مركز شرطة كرداسة وهو الطلب الذي وافق عليه أهالي المنزل بل وأمدوا الشهيد ب"جلباب أبيض" ليرتديه زيادة للتمويه قبل أن تحدث الخديعة من قبل عدد من الجناة بعد أن أوهموه بقدرتهم علي توفير ممر آمن للهروب من الموقف الصعب الذي كان فيه ليسلموه بعد أن اطمأن لهم للمتهم محمد فرج الغزلاني الذي صوب عليه عياراً نارياً كان كافياً لإنهاء حياته. سردت النيابة واقعة استشهاد الضابط "عامر عبدالمقصود" مؤكدة أن تقرير الصفة التشريحية أثبت اصابة الشهيد بطعنات قاتلة. الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بأن حيازة المتهمين لأسلحة بيضاء لم يكن بغرض الإرهاب أو الإصابة بل كان لغرض القتل وإزهاق الروح. كما أن المتهم "أشرف طنطاوي" قام بتقييد المجني عليه بسيارته والتجول به في منطقة كرداسة لإذلاله والإمعان في إهانته قبل أن يلفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة ليقوم الجاني بعد ذلك برمي جثمان المجني عليه في الطريق العام.