لا أدري لماذا كل هذه الضجة التي أثيرت ولاتزال حول حج المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية هل هو صحيح أم باطل وانتشرت التعليقات الساخرة علي المواقع الإلكترونية من عودتهما قبل إتمام المناسك وأنهما تركا الحج ليؤديا صلاة العيد مع رئيس الجمهورية وكأن مشاكلنا انتهت ولم يتبق لنا سوي الحديث عن صحة حج محلب ووزير داخليته. لقد أصبح الجميع فجأة مفتياً ويدلي بدلوه في أمور دينية لا يجب أن يفتي فيها إلا أهل الذكر من المتخصصين والدارسين للفتوي.. والغريب أن المفتين أنفسهم أخذوا يتبارون في إبداء الحكم الشرعي في جواز أو بطلان حج محلب وإبراهيم.. وبالطبع كانت هذه الآراء وليمة للإعلام لكي يملأ صفحاته بالحديث عن هذه الفتوي. لقد نسي الجميع أو تناسوا أن أداء العبادات والفرائض تعتمد علي الصلة بين العبد وربه ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيها لأن الله سبحانه وتعالي هو الوحيد الذي يقدر صحتها من عدمه ثم إن هناك أناساً يؤدون جميع المناسك كاملة ولا يعلم أحد سوي الله جل شأنه إذا كان حجهم مبروراً أم باطلاً فكل هذا يرجع إلي الخالق الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. نقول لأمثال هؤلاء دعوا الخلق للخالق ولا تتدخلوا فيما لا يعنيكم فالبلد يمر بأزمات عديدة وعلي الجميع أن يتكاتف لإيجاد حل لهذه الأزمات بدلاً من إشعال الفتن والتدخل في أمور لا طائل من ورائها سوي إعطاء الفرصة لأعداء الوطن لتشويه صورة المسئولين فيه فماذا يجني الشعب إن كان حج محلب وإبراهيم وغيرهما صحيحاً أم باطلاً وما الفائدة التي ستعود علي الوطن من وراء ذلك؟ الجميع يعلم أن رئيس الوزراء ووزير الداخلية من الرجال المخلصين لوطنهم وكل همهما أن يجدا البلد آمناً مطمئناً ويحققا له الرخاء والاستقرار.. وإذا كان كل منهما قد استخدم رخصاً حللها الله في تأدية المناسك فهذا ربما للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد واعتقادهما بحاجتها لهما في أيام العيد خاصة أن هناك من توعد بالقيام بأعمال تخريبية في هذه الأيام المباركة ليفسدوا علي المصريين فرحتهم بالعيد. إن محلب وإبراهيم ليسا بعيدين عن الانتقاد في كل تصرفاتهما إلا في أمور الدين فهي كما قلت علاقة بين الإنسان وربه ولا يجوز التدخل فيها. إشارة حمراء وما دمنا تحدثنا عن حج محلب وإبراهيم هل هو صحيح أم باطل.. نريد معرفة رأي رجال الدين في ظاهرة "السيلفي" وهي التقاط الحاج لنفسه صوراً شخصية وهو يؤدي مناسك الحج والتي انتشرت بصورة كبيرة بين حجاج هذا العام وأثارت الجدل في السعودية بحجة أنها أخرجت الحاج عن الشعور بروحانيات الفريضة المقدسة وشغلته بنفسه لاسيما وأن البعض اعتبرها توثيقاً للذكري التي لاتتكرر كثيراً بينما البعض الآخر استخدم الصور للتباهي والمنظرة.. أفيدونا يرحمكم الله!!