وتركنا كل شئ يهم الوطن وأزماته ، وأخذنا نجرى خلف صحة حج المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية من عدمه ! البعض قال أن رئيس الوزراء ووزيرالداخلية قد قطعا أداءهما لمناسك الحج ، حتى يكونا برفقة رئيس الجمهورية لأداء صلاة العيد بالقاهرة ، فى إشارة إلى أنهما فضلا مصاحبة رئيس الجمهورية عن إستكمال فريضة الحج ! .. وهنا زادت التعليقات التى تتعجب ، والأخرى التى تضحك ، ووصل الأمر لدى البعض إلى درجة الإستنكار ، والتعامل مع الأمر بشكل مُبالغ فيه ، وكأن ماجرى هو رجس من عمل الشيطان ! أما الفقهاء فقد دخلوا دائرة الجدل والنقاش ، ومع تساؤل الناس حول صحة حج محلب وإبراهيم ، فقد أفتى عدد من الفقهاء بشكل قاطع أن الحج صحيح ، على إعتبار أن للحج ركنين عند الإمام أبى حنيفة وهما ، الوقوف بعرفة وطواف الإفاضة، وأن من فاته ركن من هذين الركنين فحجه غير صحيح وغير مقبول، وما عدا ذلك من مناسك الحج فيجوز للحاج أن يجبرها بدم". ولأن محلب وابراهيم قد وقفا بعرفة ، ثم طافا طواف الإفاضة صباح السبت بعد صلاة الفجر، ثم عادا إلى أرض الوطن،قبل صلاة العيد فإن حجهما – من وجهة نظر الفقهاء - صحيح لأنه "يجوز للحاج أو يصح له أن ينيب من يقوم برمى الجمرات له، وذلك للمريض والمرأة، ويجوز للمسئول أيضاً إذا تعلق الأمر بأمن وسلامة الوطن، وفى حالة الضرورة واحتياج البلاد إليه، أن ينيب عنه من يقوم برمى الجمرات واستكمال المناسك، مع ضرورة إخراج الهدى عن ذلك " . إذن الأمر لم يكن يستحق كل هذا " الإنشغال " ، وذلك الجدل ، وترك الحديث عن مشكلاتنا ، وأزماتنا ، وصعوبات حياتنا ، ومحاولة حلها ، حتى يكون لدينا " ترف" الحديث وتضييع الوقت فى " قشور" لاطائل منها سوى طرح المزيد من الجدل واللغط والسؤال .. ماذا سنستفيد نحن ، إن كان حج رئيس الوزير ووزير داخليته "صحيح" من عدمه .. إنها علاقة العبد بربه ، ولايحق لعبد أخر أن يتدخل فيها ، أويتطفل عليها.. ثم ماذا لووقع حدثاً كبيراً ، أو عملاً إرهابياً ومحلب وابراهيم يستكملان باقى أيام الحج دون تعجل ، وبقيا هُناك .. ألن تكون نفس تلك الأصوات التى تستنكر عودتهما الآن فى مُقدمة من يستنكرون أداءهما للحج ، وترك البلاد فى ظروفها الإستثنائية ! إن محلب وابراهيم من حقهما أن يؤديا فريضة الحج ، ومن حق بلدهما عليهما أن يستخدما رُخصاً قد يسرها الله لنا ولهما ، فى حالة الضرورة القصوى .. أما نحن فمن حقنا أن نتحدث وننتقد مسئولاً ، فى أى شئ غيرعلاقته بربه ، علينا أن ندع الخلق للخالق - محكوماً كان أو حاكماً - لأننا فى النهاية عنده سواء إلا بأعمالنا ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى