الكتاب المدرسي يتراجع إلي الوراء لتحتل مكانه الملخصات والمذكرات التي أصبح الطالب يعتمد عليها بشكل كبير في الحصول علي المعلومة بأقل جهد ممكن من أجل اجتياز الامتحان والحصول علي أعلي الدرجات بدون استفادة حقيقية من الدراسة. الخبراء أكدوا ان الطالب جزء من المجتمع الذي يعيش فيه وأصبح يريد الحصول علي المعلومة بأقل جهد ممكن مؤكداً أنه لا علاج بدون مشاركة المدرس في وضع المناهج لأنه الاقرب لفكر الطالب. صلاح مدني- مدير عام التعليم الثانوي سابقاً: نشهد تراجعاً حاداً في الاعتماد علي الكتاب المدرسي في بعض المناهج مما يدفع الطلاب إلي الاتجاه نحو الملخصات والكتب الخارجية التي بعدها المدرس الخصوصي ويركز علي جزئيات معنية تعويضاً سوء حال الكتاب المدرسي الذي لا يعاني فقط من الحشو ولكن الحشو المبتور بمعني وجود معلومات كثيرة به ولكنها غير مكتملة وهذا يمثل معاناة حتي للمدرس الذي يريد الاعتماد علي الكتاب المدرس رغم الخبرة التي يمتلكها فما بالنا بالطالب الذي مازال في مقتبل العمر. أشار إلي أننا نعيش حالياً ما يكن ان نطلق عليه العصر الإلكتروني فالطالب من الأسهل له أن يحصل علي أي معلومة من الانترنت وليس الكتاب المدرس ولذلك لابد ان الوزارة تقوم بوضع البرامج علي النت صحيح ان ذلك لن يغني عن الكتاب المدرسي ولكنه سيكون وسيلة مساعدة ومكملة لدوره..أضاف ان كانت هناك تجربة سابقة في هذا المجال وتم وضع المناهج علي الإنترنت ولكنها فجأة توقفت بدون حتي الإعلان عن الأسباب.اقترح انه بدلاً من إلقاء اللوم والاتهام علي الطالب لابد ان نغير من طريقة وضع المناهج فلابد ان يتولي المدرسون هذا الامر أو علي الأقل يشاركون فيه باعتبارهم أكثر المتعاملين مع الطالب ويستطيعون تقدير مستواه العلمي ونوعية المواد القادر علي استيعابها وهذا في البداية لاستعادة دور الكتاب المدرسي مثلما كان في الماضي. د. علي ليلة استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: نحن نعيش في عصر يتم ايقاعه بالسرعة الشديدة وهو ما انعكس بالتأكيد علي الطالب الذي يسعي للحصول علي المعلومة بأسهل طريقة لأنه في قراره نفسه يعلم انه لن يستفيد منها في حياته العملية ولكن من أجل ان يجتاز الامتحان فقط ولذلك نراه يلجأ إلي الكتب الخارجية والمذكرات والملخصات التي تقدم له المعلومة جاهزة بدون أي معاناة. أضاف ان الطالب في النهاية جزء من المجتمع الذي يحيا فيه والمجتمع الآن في مرحلة تحول اجتماعي يتمثل في أن كل شخص يسعي إلي الراحة وعدم المعانة في أي شئ فالموظف مثلاً يريد انجاز عمله بشكل روتيني وهكذا الطبيب أو المهندس وبالتالي الطالب ايضاً يريد ألا يبذل أي جهد في التفكير والاستنباط وساعد علي ذلك اسئلة الامتحانات التي تفتقد التنوع واختبار القدرة علي التفكير وجمع المعلومات. أشار إلي ان الاستغناء عن هذا الاسلوب وتعديل سلوكيات الطالب يتطلب أولاً اعادة النظر في الكتاب المدرسي بحيث يعتمد علي التشويق والتسلسل المنطقي والترابط بين المعلومات وهو ما يميز التعليم في الخارج وهو عكس ما يتصور البعض من ان المنهج في الخارج بسيطة فالحقيقة انها برامج دسمة ومليئة بالمعلومات ولكن تتم صياغتها في شكل جيد وهو ما يجعل الطالب يحرص علي القراءة أو حتي البحث في الكتب والمراجع الاخري. د. مجدي ماهر مسيحة- أستاذ علم النفس التربوي: يرفض اتهام الطلاب بالميل إلي الملخصات والمذكرات والبحث عن السهولة فهناك تفاوت في مستويات الطلاب فهناك من يريد الدراسة والبحث بالفعل وهناك من يتساهل الأمور بالفعل فعندما أجرينا دراسات تحليلية لقياس قدرات ومهارات الطلاب علي الاستيعاب وجدنا ان من يميل إلي التفكير يغلب عليه النصف الأيسر من العقل وهؤلاء يميلون إلي الدراسات القانونية والأدبية. أضاف من المفترض أن يكون للمدرس دور في تحديد المناهج حتي تأتي معبرة عن قدرات وملكات الطلاب كما انه إذا كان المطلوب ان يكون لدينا استراتيجية صحيحة للتعليم.. يجب ان نراعي التفضيلات الحسية وأساليب التفكير وعلي أساس ذلك يتم وضع المناهج والامتحانات وطرق التدريس وبدون ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة ويستمر أهمال الكتاب المدرسي.