وعاد "الهلس" يسيطر علي نوعية الأفلام التي ينتجها بعض المنتجين السينمائيين من أجل طرحها بدور العرض السينمائي في العيد حيث يتنافس هذا العام ستة أفلام وهو فيلم "واحد صعيدي" لمحمد رمضان و"الجزيرة2" لأحمد السقا و"المواطن برص" لرامي غيط و"النبطشي" لمحمود عبدالمعني و"حماتي بتحبني" لحمادة هلال و"وش سجون" لباسم سمرة و"عمر وسلوي" للراقصة صافينار. أفلام العيد التي بدأ عرضها اليوم ما هي إلا أفلام تؤكد أن السينما المصرية مازالت تعيش في "غيبوبة" فرضها عليها بعض المنتجين والذين يمتلكون المال ولا يهدفون سوي الربح وحصد الإيرادات. تنوعت موضوعات الأفلام التي تعرض حالياً ما بين قصص العشوائيات وقصص المجرمين من داخل السجون وقصص جمع النقطة في الأفراح وقصص الراقصات مثل فيلم "الراقصة صافينار".. وغيرها من القصص التي تم تناولها في أكثر من عمل فني من قبل. يقول أحد الرقباء بالمصنفات الفنية : هناك أفلام جادة جاءت إلي الرقابة مع مجموعة من الأفلام التجارية الأخري لتحصل علي ترخيص العرض في العيد مثل فيلم "الجزيرة 2" وبالفعل هو من الأفلام التي حصلت علي الترخيص دون أية ملاحظات رقابية. كما أن فيلم "النبطشي" هو الآخر تم ترخيصه دون أي ملاحظات رقابية. كذلك باقي الأفلام التي تعرض بالعيد كانت ملاحظات الرقابة عليها وقت إن كانت سيناريوهات علي الورق وقد راعي القائمون علي هذه الأفلام هذه الملاحظات وقاموا بتنفيذها أثناء التصوير. ويري أحد الرقباء إنه كان من المفروض مراقبة كلمات أغاني هذه الأفلام ولكن إدارة الرقابة علي الأفلام العربية قامت بإعطاء التراخيص لهذه الأفلام وكذلك الأغاني دون أن تمر علي إدارة الرقابة الخاصة بالأغاني. وبالتالي فهناك بعض الأغاني لهذه الأفلام لا تليق بالذوق العام. ويقول محمد إسماعيل المستشار الإعلامي لشركة الصوت والضوء : طالما أن صناع هذه الأفلام يدعوا إنهم المسئولون عن حماية السينما المصرية. فلابد أن نقول علي السينما "السلام" وكان المفروض أن يأخذوا العبرة مما حدث مع فيلم "حلاوة روح" ويقدموا سينما جيدة محترمة. ولكن يبدوا أنهم في وادي والرأي العام في وادي آخر. استطلعت "المساء" آراء عدد من الفنانين حول هذه الأفلام وما يتوقعونه في هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي. قالت الفنانة فردوس عبدالحميد "للأسف يسيطر علي هذا الموسم أفلام العنف والبلطجة التي تعتمد علي الراقصة والإثارة. إلي متي سنظل علي هذه التيمة النمطية؟؟ أضافت : كلما زادت الجرعة من نوعيات هذه الأفلام سنجد الجمهور يمل منها ويتركها. لأنها لن تكتسبه جديد. فهو نفس البطل البلطجي الذي يحمل مطواة ويحب بنت الجيران الفقيرة ويخونها مع راقصة الحارة. أشارت إلي أننا أصبحنا نشاهد تركيبات عجيبة ليس لها علاقة بالواقع والمجتمع المصري والعادات والتقاليد حيث قالت "مصر ليست عشوائيات. لماذا يريدون تحويلها إلي حارة شعبية غير مأهولة إلا بالبلطجية والخارجين عن القانون". واتفقت معها الفنانة آثار الحكيم وقالت : أنا حزينة علي الفنان عمرو سعد الذي بدأ ينزلق في سكة "المطاوي" والأفلام الشعبية المتشابهة مع "عبده موتة" وذلك في فيلمه الجديد "حديد". أضافت "اعتمدت أفلام هذا الموسم علي الراقصة وتقديمها للاغراء. وعدد من مشاهد العنف والأكشن التي اذا كانت تتواجد في الواقع لا يجب تجسيدها بهذه الصورة البشعة. حيث أعلنت شفقتها علي فيلم "الجزيرة2" لأنه مطروح مع نوعية أفلام لا تناسب مستواه الفني الكبير ونجومه المتميزيين. وجهت الحكيم نصيحة لكل فنان يقدم عملاً فنياً حيث قالت: يجب أن يعلم الفنانون أن لديهم جمهوراً كبيراً من الشباب الذين يخذونهم كقدوة ويقومون بتقليدهم في كل شيء يفعلونه. لذلك يجب علي الجميع أن يختار أدواره بعناية ويشعر بالمسئولية حتي لا يُحاسب. أكدت الفنانة هالة صدقي علي أن جميع أفلام هذا الموسم تنقسم إلي قسمين منهما التجاري البحت أو الأفلام التي يريد منتجيها جعلها تجارياً من خلال الدعاية المقدمة. قالت : فيلم "النبطشي" ليست تجاريا ولكن المنتج ينظر لشباك التذاكر لذلك جعل الجمهور يظن أن فيلمه نمطي. ولكن الجمهور سيتفاجيء بما يشاهده. توقعت الفنانة شهيرة أن يحتل فيلما "الجزيرة2" و"واحد صعيدي" الصدارة والنجاح نظراً لأنهما يحتويان علي مواصفات الأفلام الناجحة من القصة للأبطال والاخراج. قالت "جمهور السينما اختلف عن زمان. لذلك نشاهد نوعيات الأفلام التي تعتمد علي الراقصة والبلطجي. مشيرة إلي أن سبب هذه الظاهرة احتكار الانتاج لصالح منتج أو شركة إنتاج وحيدة.