نشأت وسط الدخان الأزرق وسهرات المزاج التي يتوافد عليها مدمني الصنف لشراء احتياجاتهم من المخدرات.. يقصد مسكن أسرتها أصحاب المزاج كل يبحث عن الصنف الذي أدمنه. في هذا الجو ترعرعت "إقبال" وشب عودها.. تعلمت من أفراد اسرتها فنون المهنة وأصول تجارتها.. كما عرفت الجيد والرديء في البضاعة.. كان لها خبرة في التمييز بين الصنف الأصلي والمغشوش فقد حرص والدها علي أن يكون لها مكانا في سوق المزاج الذي سيطرت عليه الأسرة لسنوات طويلة. كما تعرفت علي تجار المزاج ومدمنيه من خلال والدها الذي كان يصطحبها معه في رحلاته بين كبار التجار ليشتري بضاعته وبين أصحاب المزاج مدمني الصنف لترويج سمومه سواء كان لتعليمها قواعد اللعبة أو لإخفاء نشاطه عن رجال المباحث والهروب من مراقبتهم له. عندما تعددت اقبال العشرين من عمرها قررت أن تقتحم عالم الكبار وأن تجرب حظها في سوق المزاج حصلت علي كمية من المخدرات ونجحت في توزيعها والحصول علي ثمنها بعيدا عن عيون رجال مباحث المخدرات بالمنصورة. أعجبتها اللعبة وخطفت المكاسب عيونها وقررت الاستمرار في اللعب مع الكبار واختارت أن تتخصص في مخدر الصفوة الذي يتميز بقلة حجمه وكثرة مكاسبه انه مخدر الهيروين الذي يقبل عليه كبار التجار ورجال الأعمال.. وراحت تتجول في رحلات مكوكية بين كبار التجار الذين عرفت منذ الصغر وبين أصحاب المزاج من الأثرياء. ذاع صيتها وانتشرت شهرتها وتم الايقاع بها للمرة الأولي وتقديمها للمحاكمة التي أصدرت حكماً ببراءتها في عام 2010 لعدم كفاية الأدلة أو لعيوب في إجراءات الضبط.. نجح محاميها في اصطياد بعض الثغرات وحصل لها علي حكم البراءة لتهرب من جريمتها وتنجو من السقوط خلف القضبان. لكنها لم ترتدع.. وظننت انها تستطيع الهروب من قبضة رجال المباحث بالحذر في عملها والاحتياط في تحركاتها لتكون بعيدا عن رقابة رجال المباحث وان سقطت فهناك فريق من المحامين يمكنه انقاذها وانتشالها من الزنزانة مثلما حدث في المرة الأولي والذين اغدقت عليهم بالأموال فرحا ببراءتها وتقديرا لجهودهم في القضية. مرت بها السنين في جولات متعددة في سوق الصنف ونشاط متعدد بين كبار التجار وأصحاب المزاج أنهت العديد من الصفقات حصلت فيها علي الكثير من المكاسب التي جمعتها لتعقد صفقة العمر.. حصلت علي كمية من مخدر خام الهيروين دفعت فيها تحويشة العمر. قامت بإعداد وتجهيز بضاعتها وراحت توزعها بين عملائها من صغار التجار أو أصحاب المزاج.. وأثناء جولاتها بين زبائنها وصلت معلومات لضباط المباحث الذين أعدوا لها كمينا وألقوا القبض عليها وبحوزتها كمية من مخدر الهيروين فألقوا القبض عليها والزج بها خلف القضبان. كان اللواء محمد الشرقاوي مدير أمن الدقهلية قد تلقي إخطارا من الرائد رامي طنطاوي رئيس مباحث مركز المنصورة بورود معلومات أكدتها التحريات السرية ومراقبة ضباط قسم مكافحة المخدرات بقيام إقبال محمد "24 عاما" ومقيمة بالمنصورة والسابق بضطها والحكم ببراءتها في القضية رقم 15257 جنايات مركز المنصورة لسنة 2010 اتجار مخدرات بالاتجار بالمواد المخدرة وتنتمي لعائلة ذات نشاط في الاتجار في المواد المخدرة. بتقنين الإجراءات تم ضبط المتهمة وبحوزتها 65 لفافة ورقية تحوي كلا منهم كمية من حصو ومسحوق بيج اللون يشبه جوهر الهيروين وزنت جميعها و3 سلاح أبيض وميزان ديجيتال وجهاز تليفون محمول ومبلغ نقدي. بمواجهته بما أسفر عنه الضبط والتفتيش أقرت بالاتجار والتليفون المحمول بقصد تنسيق اتصالاتها مع عملائها والمبلغ النقدي من حصيلة التجارة في المخدرات والسلاح الأبيض بقصد الدفاع عن النفس وتجارتها غير المشروعة. وتحرر عن ذلك المحضر رقم 22786 جنايات المنصورة.