حسنًا فعل المجلس الأعلي للقوات المسلحة بقراره إنهاء حظر التجول داخل مصر اعتبارا من الأربعاء المقبل 15 يونيو الجاري بعد حظر دام 138 يوما متواصلة وهو ما أعطي انطباعا لدي العالم أن الحياة في مصر شبه متوقفة مما أثر سلبا علي حركة السياحة والاستثمار في حين أن الحياة كانت ولا تزال تدب في أرجاء المعمورة علي مدار الساعة.. خاصة خلال فترة الحظر الأخيرة والتي دامت طويلا من الثانية إلي الخامسة صباحا. وفي الحقيقة.. الجيش ومنذ فرض حظر التجوال عصر جمعة الغضب 28 يناير وهو يتعامل مع المواطنين الخارقين لهذا الحظر بمنتهي الأدب والاحترام والكرم.. فلم نسمع ذات يوم عن حبس مواطن بتهمة خرق الحظر اللهم إذا كان يثير أعمال البلطجة أو بحوزته سلاح حتي وإن كان "أبيض". لقد عشت -بحكم عملي الصحفي- الأيام الأولي من الحظر ذهابا وإيابا.. وكثيرا ما شاهدت المواطنين يترجلون أمام الدبابات في الميادين والشوارع في عز الحظر دون مساءلة أو توقيف طالما أنهم لا يعكرون صفو الأمن.. بل ويتبادلون التحية مع جنود مصر العظام الذين حموا الثورة من بطش أعدائها. محلات المطاعم والمخابز والميني ماركت مفتوحة علي مدار الساعة في كل منطقة سكنية.. فالحياة تسير حتي وإن كانت ببطء.. المهم أنها تسير في أحلك أيام الحظر.. وهو ما أعطاني انطباعا منذ الوهلة الأولي أن هذا الجيش العظيم حين خرج من ثكناته عصر 28 يناير عاهد نفسه علي الوقوف بجوار الشعب.. وليس من أجل مساندة النظام.. وكان تساهل الجيش مع الخارقين للحظر أول دليل عملي وقاطع ترسخ لدي بعيدا عن الشعارات أن الجيش والشعب حقا إيد واحدة. حسنا فعل المجلس الأعلي للقوات المسلحة حين قرر التخلص من قرار حظر التجول سيء السمعة.. الذي كان يسيء إلي سمعة مصر دون مبرر.. في الوقت الذي يعلم فيه الجيش والشعب أن ساعة الحظر.. ما تتعوضش!! * كلام وبس: يبدو أن قطع الطرق أصبح "موضة".. بدأت من سيناء ثم قنا وامتدت حتي وصلت إلي العياط.. والمواطن المصري هو دائما الذي يدفع الثمن.. قطع الطرق يعني قطع الأرزاق وتعطيل الإنتاج ووقف عجلة العمل.. والأهم تشويه ثورة أشاد بها العالم.. ليتهم يفكرون!!