تدور بنا الأيام وتأخذنا السنين بعيدا.. بعيدا.. تلهينا بمشاغلها بين العمل والبيت والأولاد.. مشاغل ومشاكل تأخذنا من الأهل.. وتبعدنا عن الأصدقاء.. إنها الدنيا التي تأخذ كل وقتنا وتشغلنا حتي عن أنفسنا. لكننا فجأة.. نفيق من سكرة الحياة علي صدمة رحيل أحد الأحباب من الأهل أو الأصدشطقاء.. ومنذ أيام قليلة.. وبدون أي مقدمات رحل الزميل صلاح عبدالرحيم.. وترك لي صدمة فراق إنسان تميز بالمرح وخفة الدم كان يتسم بالالتزام والقدرة علي مواجهة المشكلات بحكمة. عاش بيننا فترة قصيرة.. لكنها كانت عامرة بالمواقف التي تدل علي شهامة ابن البلد.. ورجولة أبناء الصعيد.. لم يكن له خلاف مع أي من الزملاء بجريدة "المساء" فقد كان صديقا للجميع.. يعرف معني الصداقة وقيمتها.. تجده بجانبك وقت الشدة لا يتأخر عن واجب أو خدمة لأي زميل. الراحل الذي عرفته كان إنسانا صادقا.. وزميلاً مخلصاً.. وأيضا صديقا وفيا.. خطفه الموت من الأصدقاء الذين يفتقدونه.. ومن الأهل الذين يبكون فراقه.. وكان محبا لعمله مخلصا له شارك في إصدار هذا الملحق "دفتر أحوال" منذ بدايته. رحم الله الخل الوفي صلاح عبدالرحيم.. واسكنه فسيح جناته.. والحقنا به علي التقوي والإيمان وألهم عائلته الصبر والسلوان.. وكان الله في عون زوجته وطفليه الصغيرين يوسف وزياد.