رغم أننا نعلم أن الموت علينا حق إلا أننا دائماً ما تشغلنا مشاكل الحياة عن تذكره إلي أن نفقد إنساناً عزيزاً علينا كان بالأمس بيننا يشاركنا آلامنا وآمالنا ويقاسمنا أفراحنا وأتراحنا ثم يخطفه الموت فجأة ساعتها نشعر بالمصيبة والفجيعة. منذ أيام رحل عنا فجأة الزميل صلاح عبدالرحيم الذي كان مثالاً للأدب والأخلاق الكريمة وفارقنا دون وداع ليترك لنا غصة في حلوقنا وحسرة ودهشة لم نفق منها حتي الآن. إن الإنسان تمر في حياته أحداث كثيرة منها الحلو ومنها المر.. ولكن لعل أكثرها مرارة ما يقف عند عتبة الموت خاصة إذا كان فجائياً والذي انتشر كثيراً في الآونة الأخيرة ويعد من علامات يوم القيامة حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم "إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة" وأمرنا عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ بالله منه والعديد من الأبحاث الطبية شهدت بمعجزة النبي الكريم وأثبتت أن أعداد من يتعرضون لذلك في تزايد مستمر ومازالوا يبحثون في أسباب حدوثه فتارة يقولون لعيوب في القلب أو اضطراب في عمله وتارة أخري بسبب التدخين وثالثة الضغوط النفسية وهكذا.. إلا أن ذلك لا يمنع كون الموت الفجأة يصيب المحيطين بالمتوفي بصدمة وجزع وحزن شديد علي اختطافه دون سابق إنذار. لا يسعنا سوي أن نلجأ إلي الله سبحانه وتعالي أن يلهمنا الصبر علي فراق صلاح عبدالرحيم الذي ترك بصمة حب في قلوب كل من عرفه والدليل أن سرادق العزاء الخاص به لم يسع المعزين حتي اضطر أهله لاستقطاع جزء من الشارع لاستقبال الناس.. وهذا يبرهن علي مدي ما يتمتع به الصديق الراحل من محبة فكم من شخص جاء ورحل عن الحياة ولم يشعر بغيابه أحد أما أمثال صلاح فإنهم من الصعب نسيانهم. رحمك الله يا صلاح رحمة واسعة وأنار لك قبرك وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وألهمنا الصبر والسلوان.. "إنا لله وإنا إليه راجعون". إشارة حمراء كلما نتخيل أن ظاهرة البلطجة في الشارع أوشكت علي الانتهاء يتبين أن هذا سراب.. فالبلطجة بكافة أشكالها منتشرة في كل وقت وتزداد ضراوتها أكثر وأكثر. منذ أيام وفي طريق عودتي من تقديم العزاء فوجئت بشخصين علي موتوسيكل حاول أحدهما أن يخطف الموبايل من يدي ولكن الله ألهمني أن أتشبث به وأقبض عليه بشدة فلم تفلح محاولات البلطجي في سرقته بالقوة.. ورغم أنني لن أنسي هذا الموقف إلا أن ما لا يمكن نسيانه أيضاً هو نظرة ذلك البلطجي الغاضبة والمتحسرة علي فشله. الشيء المحزن أن هذا تم والشارع مليء بالمارة الذين اكتفوا بمصمصة الشفاه وهم يرون البلطجية يفرون بفعلتهم دون أن يتحرك أحد.. متي تعود شهامة أهل البلد الذين كانوا لا يتوانون لحظة في إنقاذ ملهوف أو نصرة مظلوم؟.. وأين الأمن في الشارع من كل هذا؟!.